منتخبنا النسائي.. طموحات لم تكبحها العثرات
“مكانك في الحوش” تحد تواجهه اللاعبات الليبيات في المنتخب الوطني أكبر من التحديات في منتصف المستطيل الأخضر، فالقيود الاجتماعية مازالت تكبل فكرة أن تخرج “فتاة” للعب كرة القدم.
ضغط نفسي
تقول لاعبة المنتخب الوطني للنساء سعيدة سعد إنها تواجه هذه التعليقات خلال ذهابها إلى التدريبات وعودتها منها، مؤكدة أن السبب ليس الملابس، فهي ورفيقاتها في الفريق “يلبسن سراويل طويلة” بحسب تعبيرها، وتضيف ” نصبر على ذلك حبّا بالرياضة، نحاول أن نجعل العقليات تتقدّم في المجتمع”.
بداية التجربة
بعد خسارة قاسية من منتخب إثيوبيا، بثمانية أهداف في الذهاب وسبعة في الإياب، إلا أن كثيراً من مشجعات المنتخب يشعرن بالفوز في تحدي اللاعبات للقيود الاجتماعية.
يقول مدرب المنتخب حسن الفرجاني إن هذه النتيجة لم تكن مفاجئة، فهي المرة الأولى للعب في ملعب كبير بالنسبة للاعبات الفريق، مضيفاً أنه لم يتوفر لديه سوى عشر لاعبات، انضمت إليهن أخريات قدمن من الولايات المتحدة، ليشاركن في أولى المباريات التي جرت في القاهرة.
“ما يدفعني للاستمرار هو إرادة اللاعبات والتصميم على تحسين مستواهن”. هكذا يبين الفرجاني إصراره على الاستمرار في مهمته الصعبة، مواصلاً في تحديه بالقول “المعركة خارج الملعب هي الأهم”.
إقناع الأهل
ويخوض المسؤولون عن اختيار اللاعبات معركة أخرى في إقناع العائلات بانضمام اللاعبات للفريق الوطني، بعد الاطلاع على المباريات المقامة في المدارس، لتواجههم ردود فعل متباينة من الرفض التام للعب وصولاً لمن يشترط مرافقتهن في كل التحركات.
أمل في التغيير
وتأمل اللاعبة “رشا نوري” البالغة من العمر 25 عاماً أن تتغير النظرة لهن قائلة إن “تغيير العقليات من خلال مواقع التواصل والإعلام”، مبينة أن والديها شجعاها على الانضمام للمنتخب، مضيفة أن “هناك الكثير من الفتيات الموهوبات، لكنهن محرومات من اللعب بسبب المحظورات الاجتماعية”.
لا ينتهي الأمل فالمسؤولة عن فرق الإناث في الاتحاد الليبي لكرة القدم سعاد الشيباني تعرب عن تفاؤلها “مع جيل جديد أكثر انفتاحا وحماسة” حسب رأيها، متوقعة مستقبلاً لكرة القدم النسائية في ليبيا.