“ليبيات” غيّبتهن “مخالب الغدر” عن المشهد.. لا عن الذاكرة
218TV| خاص
هدى المزوغي
يُعيد طلب الحكومة الهولندية لمجلس الأمن الدولي، قبل يومين، الذي يقضي بضرورة إعادة فتح التحقيق بواقعة الإغتيال التي طالت “سلوى بوقعيقيص”، شريط الذّاكرة الليبية إلى مخالب الإرهاب المُوحشة التي طوت أيامها على وقائعها رغماً عنها.
أُبعِدَت بوقعيقيص عن المشهد الليبي قسراً، وبغدر موحش كغيرها من النساء الليبيات، اللآتي تنادت أصواتهن بدولة القانون والعدالة، ولم يستسغن فكرة الخضوع لضغوطات ذيول القمع وتكميم الأفواه التي أحاطتهم من كل حدب وصوب بعد أن صبغت افكارها بالدمّ، مُستغلّة ضعف الجانب الأمني حينها.
حبل الانتهاكات الذي لف بثقله حول “النواعم الليبية” لم يخنق مدينة بنغازي التي تلحّفت الحزن بخسارة سلوى في الـ25 من يونيو 2014 فقط، بل امتدت أطرافه لتخنق العاصمة طرابلس بعد 8 أشهر بحادثة اغتيال الناشطة الاجتماعية انتصار الحصائري في الـ24 من فبراير 2015.
وألقى خبر اغتيال الصحفيّة نصيب ميلود كرفانة بثقله على الجنوب الليبي بعد أن وُجدت مقتولة وآثار التعذيب على جثتها مساء الخميس 29 مايو 2014 في مدينة سبها.
ليبيات أذاقت خسارتهن الليبيين مراراة الفقد، بعد أن غيّبتهن قهراً عقولٌ تتجرّد من مباديء الإنسانية، عقب اخفاق مُحاولاتها لزرع اليأس داخل قلوبهن، لتُقابِل فشلها الذريع باللجوء إلى أساليب الغدر التي لم تنجح إلا في الكشف عن وجهها الجبان، إلا أنها ومن جانب آخر لم تزد الليبيين إلّا تشبّتاً بدولة القانون التي تنفر منها عقول التطرّف.