لودريان: “فاغنر” تنهب مالي.. وتُرسّخ الوجود الروسي في أفريقيا
في تصعيد للهجة الخطاب الرافض للتدخل الروسي في أفريقيا، اتهم وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان أمس، مجموعة “فاغنر” العسكرية الروسية ب”نهب” مالي.
وذكر أن المجموعة المثيرة للجدل والمؤلفة من عسكريين روس سابقين تسلحهم روسيا وتُساندهم لوجستيًا؛ باشرت منذ الآن باستخدام موارد البلد لقاء حماية المجلس العسكري هناك.
ولفت إلى أنها لا تسعى للحلول محل فرنسا والدول الأوروبية التي تنشر قوات في منطقة الساحل، إنما لتعزيز نفوذ روسيا في أفريقيا.
اتهم لودريان، “فاغنر” أيضًا باستغلال ضعف بعض الدول لترسيخ وجودها، فقد وصل الأمر بهم في أفريقيا الوسطى إلى حد الضراوة، بمقايضة أمن السلطات بالحق في استغلال موارد المناجم بعيدا عن أي محاسبة.
وأضاف أن الأمر مماثل في مالي، لضمان استمرارية المجلس العسكري غير الشرعي في السلطة، بذريعة مكافحة الجهاديين.
وكان الاتحاد الأوروبي فرض في ديسمبر الماضي عقوبات على مجموعة فاغنر، لمسؤوليتها عن انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان في عدة دول منها ليبيا وسوريا.
من ناحيته، أكد رئيس القيادة العسكرية الأمريكية في أفريقيا “أفريكوم” الجنرال ستيفن تاونسند، الأسبوع الماضي أن “فاغنر موجودة في مالي”، مشيرًا إلى وجود المئات منهم على الأقل.
وفيما نفى المجلس العسكري ذلك؛ ذكر عسكريون ماليون أن مدربين عسكريين روس انتشروا خلال الأسابيع الأخيرة في مالي ولا سيما في تمبكتو، التي انسحب منها الجنود الفرنسيون منتصف الشهر الفائت.
وأكدت وزيرة الجيوش الفرنسية فلورانس بارلي، من جانبها، أن بلادها لا يمكنها البقاء في مالي بأي ثمن، في ظل التوتر الذي تشهده مالي مع شركائها الدوليين.
وفي حين أشار لودريان إلى أن فرنسا ستواصل قتال المتشددين الإسلاميين بمنطقة الساحل؛ نوه بأن الوضع في مالي أصبح “لا يطاق” بعد الانقلاب، وأن باريس تبحث مع الشركاء كيفية تعديل عملياتها لمواصلة التصدي للإرهاب.