لماذا صامت “داعش ليبيا” عن “ترهيب العاصمة”؟
218TV | خاص
منذ بداية العام الماضي شن أفراد من تنظيم داعش سلسلة هجمات في وضح النهار ضد أهداف تابعة للمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني، ففيما اختارت داعش مواقع حساسة وسيادية لضربها في العاصمة، لوحظ أن داعش مررت أهدافا أصغر في حربها ضد الليبيين، ففي شهر مايو العام الماضي شن داعش هجوما على مقر المفوضية العليا للانتخابات في وقت كان الليبيون يقبلون على نحو لافت على فكرة الانتخابات بعد تسجيل قياسي وغير مسبوق في قيود الناخبين لدى المفوضية قبل الهجوم الدموي بثلاثة أشهر، قبل أن تختار داعش مقر المؤسسة الوطنية للنفط لاستهدافه بعد نحو شهرين من هجوم “المفوضية”.
لم تكتف داعش في “عملياتها النهارية المحيرة”، وسط غياب أمني وقتذاك لحكومة الوفاق الوطني، وللجماعات المسلحة المتحالفة معها، بهجومي “المفوضية” و”مؤسسة النفط، بل أضافت لذلك هجمة نهارية أخرى ضد مقر وزارة الخارجية، الأمر الذي أثار تساؤلات نادرة في الداخل الليبي عن سر هذه الهجمات التي تجري في ساعات الظهيرة، وعلى مقربة من مقر المجلس الرئاسي، من دون وضع خطط أمنية تمنع إرهاب داعش في العاصمة، بل إن أحد مقاطع الفيديو التي التقطتها كاميرات المراقبة قد أظهر المهاجمين لمقر مؤسسة النفط وهم يضحكون فيما بينهم، علما أن داعش لم تكن تتأخر كثيرا في تبني هذه العمليات، التي ظلت أجزاء منها “مفقودة ومحيرة”.
اليوم تغير مشهد داعش كثيرا في طرابلس التي بدأ فيها الجيش قبل نحو ثلاث أشهر عملية عسكرية لتحريرها من مجموعات مسلحة عاثت خرابا في طرابلس، لكن لوحظ أنه خلال الأشهر الثلاث التي استمرت بها العملية العسكرية أن داعش لم يُنفّذ أي عملية في العاصمة، في مخالفة لمنطق التنظيم الذي يستغل عادة البؤر الأمنية المفككة والمضطربة لتنفيذ هجماته، إذ يفترض أن يرفع داعش وتيرة عملياته في ظل انشغال الأجهزة الأمنية والعسكرية التابعة للوفاق، وكذلك انشغال المجموعات المسلحة، لكن الذي حدث أن “داعش ليبيا” قد صامت تماما عن “ترهيب العاصمة”.
يسأل كثيرون ما إذا كان لداعش “أعوان مخفيين” كانوا يسهلون لعناصره هجماتهم، أو ما إذا كان طرف في العاصمة يستفيد من هجمات داعش لـ”تسييل مظلوميته وشرعيته”، وللتأكيد على أنه طرف سياسي “ناضج وعاقل” تحاول داعش كسره، فيما تصل الأسئلة إلى حد الافتراض أنه مثلما تواطأت جماعات مسلحة كثيرة في العاصمة بجرائم كثيرة مثل الاتجار بالبشر، وتهريب المهاجرين، وتهريب الوقود، فإنه يمكن القول إن جماعة أو أكثر قد تكون سهّلت عمليات داعش في العاصمة.