لقاح جديد لكورونا قد يغيّر قواعد اللعبة
أعلنت شركة Johnson & Johnson نتائج المرحلة الثالثة من تجربة لقاح COVID-19 وتخطط للحصول على إذن للاستخدام في حالات الطوارئ من قبل إدارة الغذاء والدواء الأميركية.
وأظهرت النتائج حماية بنسبة 85٪ من مرض فيروس كورونا لدى البالغين من جميع الأعمار والفئات العرقية بعد 28 يومًا من التطعيم. ويتوقع أن ينضم اللقاح جونسون آند جونسون إلى اللقاحات التي تمت المصادقة عليها للوقاية من فيروس كورونا، بعدما كشفت الشركة الأميركية، الجمعة، أنه فعال بنسبة 72 في المئة، في التجارب الأخيرة بالولايات المتحدة، و66٪ في جميع البلدان التي خضعت للدراسة.
لكن أهم ما يميز لقاح جونسون عن اللقاحات الأخرى، وأهمها فايزر وموديرنا، هو أن جرعة واحدة، وليس اثنتين، تكفي لتوفير الحماية من المرض. كما يمكن حفظ اللقاح في المبردات العادية لمدة ثلاثة أشهر، مقارنة بـ سالب 70 درجة مئوية للقاح فايزر الذي يظل صالحا لخمسة أيام فقط في المبردات العادية، بينما ينبغي شحن موديرنا في درجة حرارة التجمد ويظل صالحا لشهر واحد في المبردات العادية.
وفي حالة المصادقة عليه، قالت جونسون آند جونسون إن بمقدورها إنتاج مائة مليون جرعة من لقاحها، بحلول يونيو المقبل.
من اللقاحات الأخرى المطروحة في الأسواق أسترازينيكا المصادق عليه في أوروبا، وسبوتنيك الروسي، وسينوفارم وسينوفاك الصينيان.
ويرى الخبراء من ضمنهم خبير الأمراض الفيروسية الأميركي الشهير، دكتور فاوتشي، أن هذه الميزات يمكن أن تساهم في تقليل الفجوة الحالية في اللقاحات، مع فيروس كورونا بسرعة هائلة بسب التحوّرات الجديدة التي تطرأ على تركيبته الجينينة، ناهيك عن برودة الطقس والتغيرات الجوية.
وفي هذا الخصوص يقول دكتور بروس لي أستاذ الصحة العامة بجامعة نيويورك “إن لقاح جونسون يمكن أن يغير قواعد اللعبة لأنه يعطى في شكل جرعة واحدة، ومن السهل إدارته وصناعته”.
ويستخدم لقاحا Pfizer و Moderna ما يُعرف بـ RNA لحمل الشفرة لصنع بروتين فيروس كورونا ، والذي يسمح للفيروس بغزو الخلايا البشرية. بينما يستخدم لقاح Johnson & Johnson الحمض النووي ونسخة معدلة وضعيفة من فيروس الانفلونزا للدخول إلى الخلايا البشرية. ثم يطلق استجابة مناعية ويعلم الجسم أن يقاوم فيروس كورونا الحقيقي.
ويعتقد بالي بوليندران، اختصاصي المناعة في ستانفورد ميديسن، أن اللقاح أحادي الجرعة يمكن أن يساعد في خطة إدارة بايدن لزيادة توافره.
وقال: “أفضّلُ كثيرًا أن أضطر إلى الدخول للحصول على جرعة واحدة بدلاً من الاضطرار إلى الذهاب بعد شهر أو ثلاثة أسابيع للحصول على الجرعة الثانية”.
وقال بوليندران إن اللقاح المحتمل جرعة واحدة سيكون له “تأثير هائل على الصحة العامة”.
وقال: “من وجهة نظر الطبيب، من الأسهل بكثير إعطاء جرعة واحدة من اللقاح” ، وهذا النهج الذي يعتمد على ناقل يسمى “أدينوفيروس”، لا يجعل متلقي اللقاح يشعر بعدوى شاملة، لأن الناقل لا يتكاثر داخل جسم الإنسان. بل تقتصر مهامه فقط عل نقل جين من فيروس كورونا يحمل الشفرات التي تعمل على إنشاء جزيئات من الفيروس (بروتين سبايك) تحفز الجسم على تطوير أجسام مضادة.
ورغم نسبته فعاليته المنخفضة نسبيا مقارنة بفايزر (95 في المئة)، وموديرنا (94 في المئة)، يرى باحثون أن لقاح جونسون آند جونسون بتقنيته المعهودة قد يحظى بثقة كثيرين في ظل مخاوف من تقنية mRNA المستخدمة في اللقاحين الآخرين.