لقاء “المنفي” مع “حفتر”.. بين الترحيب والتشكيك والترقّب
خاص 218
ناقش برنامج “البلاد” على شاشة 218news، الخميس، وصول رئيس المجلس الرئاسي الجديد إلى مدينة بنغازي الدكتور محمد المنفي. ودلالات زيارته للمشير خليفة حفتر، وسبب منع الصحفيين ومراسلي القنوات من تغطية الحدث، كما تمت مناقشة قرار المحكمة الجزئية التي قضت ببطلان نتائج انتخابات بلدية طرابلس.
دلالة الزيارة
يقول رئيس مؤسسة برنيق للصحافة والإعلام علي بن جابر ـ بنغازي: “وصول رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي إلى بنغازي يعكس رغبته الحقيقية في التعامل مع الجميع وأنه لن يذهب إلى إقصاء أي جهة”.
وبحسب علي بن جابر؛ كان توقيت الزيارة مناسب، ويضيف: “لا يمكن أن ننسى أن تركيبة المجلس الرئاسي الثلاثي هي من ثلاث ولايات، ومحمد المنفي محسوب على ولاية برقة لذلك من المنطقي أن تكون زيارته الأولى لولايته”.
ونسأله، لماذا الاعتراض على هذه الزيارة من قبل البعض؟ فيقول: “البداية من بنغازي وأعتقد ستتواصل لتشمل كل ليبيا، وبالتالي سيستمع لكل الليبيين في هذه المرحلة الانتقالية؛ ليتمكّن من رسم رؤية عن متطلبات المدن الليبية”.
لقاء المشير :
يعتقد علي بن جابر أن “لقاء المنفي مع المشير حفتر له دلالات كثيرة لا يمكن إغفالها سياسيًا وأمنيًا. والجيش الوطني هو طرف أساسي في صناعة أمن ليبيا، أيضًا لجنة “5 +5″ مازالت تجتمع وأكدت خلال المدة الماضية نجاحها في تحقيق التقارب بين قيادات الجيش في المنطقتين الغربية والشرقية، وزيارة بنغازي ولقاء المشير هي رسالةٌ سياسيةٌ للجميع أن رئيس المجلس الرئاسي لن يكون مُنحازًا لجهة دون أخرى، وفي تقديري لا يمكن تفسيرها عكس ذلك”.
ويتابع: “العالم أجمعه يعرف أن الجيش أصبح رقم مهم في أي تسوية لصنع المستقبل الليبي. المشير خليفة حفتر خلال زيارة اليوم أكد إصرار القوات المسلحة على تنفيذ العملية الديمقراطية وعلى قيادة ليبيا نحو الانتخابات وعلى التداول السلمي على السلطة، ةهذه الأهداف سترعاها القوات المسلحة”.
وأضاف: “هذه الزيارة تؤكّد على شجاعة رئيس المجلس الرئاسي، وحتى قبل استلام مهامه بشكل رسمي”.
منع الصحفيين من دخول المطار
قال علي بن جابر: “الحقيقة، فوجئنا، اليوم، بهذا التصرف دون توضيح الأسباب، حيث إن أغلب المراسلين والصحفيين يتواجدون في مطار بنينا منذ الثامنة صباحًا، والمنفي وصل بعد الظهر”.
وأضاف: “كان من الواجب على المكتب الإعلامي لرئيس المجلس الرئاسي، الإبلاغ أنهم لا يريدون تغطية هذه الزيارة. الحقيقة ترك الصحفيين لمدة تتجاوز أربع ساعات، ثم إبلاغهم بعدم دخول المطار لتصوير لحظة وصول الرئيس”.
وتابع: “أضمّ صوتي إلى صوت احتجاج الصحافيين والمكتب الإعلامي للمجلس الرئاسي، في مطالب الاعتذار لكل الصحفيين ومراسلي القنوات عن سوء التنظيم”.
وتساءل علي بن جابر، ما هي الإشكالية في أن تكون الزيارة الأولى لمدينة بنغازي؟ مستطردًا: “أنا اعتبرت نقطة الاطلاق من بنغازي فقط، وقد تكون نقطة الانطلاق سبها أو مصراته، ما الإشكالية في ذلك؟”.
واعتبر علي بن جابر أن بنغازي كانت نقطة الانطلاق لسببين؛ هما: “وجود القيادة العامة، وهي جهة مهمة، ويتطلب التنسيق معها مسبقًا. وإن بنغازي يشهد لها في التاريخ السياسي الليبي أن الانطلاقة دائمًا كانت منها، وبنغازي هي عاصمة برقة، وهي ممثل لبرقة في المجلس الرئاسي”.
وأكد علي بن جابر على رغبة الجميع الشعب الليبي والمجتمع الدولي في طي صفحة الماضي، وأن تكون السلطة التنفيذية الجديدة على مسافة قريبة من الجميع،وأن تكون هناك خطواتٌ جادةٌ نحو توحيد المؤسسات.
ردود فعل مختلفة
المتحدث باسم مبادرة القوى الوطنية محمد شوبار، طرابلس قال: “لهذه الزيارة ردود أفعال كثيرة وقراءات مختلفة وفقا لانعكاس التوجهات السياسية، ومن وجهة نظري الخاصة؛ فإن هذه الزيارة لها انعكاسات على مستوى دعم السلطة التنفيذية الجديدة من قبل المجموعة الدولية، هذه الزيارة تنظر إليها المجموعة الدولية أنها اختراقٌ لما تم الاتفاق عليه في جنيف من حيث خروج كل القوات الأجنبية وترى فيها هذه المجموعة ربما دعوة لبقاء القوات الروسية في الشرق، وبالتالي هذه الخطوة لا تخدم مصلحة السلطة التنفيذية الجديدة فيما يتعلّق بمسألة اعتماد الحكومة”.
ويتابع: “كداعمين للسلطة التنفيذية الجديدة علينا بمُطالبتها باتخاذ خطوات أكثر عقلانية وحكمة، خاصةً في هذه الأوقات الصعبة التي تتحدث عن وجود أكثر من (20 ألف) مقاتل أجنبي، وأكثر من عشرة قواعد عسكرية. لا يمكن أن ندعم هذه التوجهات باعتبار أننا قد نخسر الدعم الدولي. العامل المهمّ في نجاح هذه الحكومة هو الدعم الدولي، ونتمنى، حقيقة، ألا نخسر هذا الدعم ونعود إلى المربع الأول”.