لقاء أعيان الأمازيغ بحفتر.. إذابة للجليد وبداية جديدة
تقرير 218
أثارت زيارة وفد من أعيان المكون الأمازيغي في ليبيا للقيادة العامة ولقائهم المشير حفتر الحديث حول مدى التقارب في وجهات النظر وإمكانية تراجع المقاتلين الأمازيغ في صفوف التشكيلات المسلحة، فلم يسبق للمكون الأمازيغي أن التأم في إطار وفد مشترك وتوجه إلى المنطقة الشرقية للقاء الشخصية الأبرز هناك، وهو ما دفع كثيرين لوصف الزيارة بـ”النوعية”.
وكانت زيارة المكون الأمازيغي بالتنسيق مع مسؤول الفعاليات الاجتماعية بالقيادة وأثارت حديثاً طويلاً وأسئلة حول فرص التقارب بين الجهتين والأسس التي يبنى عليها، وتأثير الحاضرين في مكوناتهم التي تمتد من أعلى الجبل الغربي إلى أسفله، إلى حدود تونس.
هذه الزيارة قُرِئَت على أنها تأطير لاتفاقية شفهية بدأت بتبادل وجهات النظر وتخللها مد اليد من قبل القيادة العامة وانفتاحها واستعدادها لتبديد التوجس والريبة في نفوس البعض.
من قضايا الخلاف كانت إضافة كلمة العربي إلى مسمى الجيش، هذه النقطة أضيفت إلى مقاطعة المكون الأمازيغي للجنة الدستور، وانحياز مسلحين منهم إلى التشكيلات في طرابلس حيث كان لهم موقف حاد من عملية الكرامة منذ انطلاقها، فالقوة المتحركة على سبيل المثال اختارت أن تكون مع الفصيل الإسلامي الأكثر تشدداً الرافض لوجود حكومة الوفاق.
هذه الزيارة قد تكون الخطوة الأولى نحو إذابة جبال الجليد التي تراكمت خلال السنوات الماضية، وإمكانية تعزيزها وتطبيق مخرجاتها تتوقف على قدرة أعيان الأمازيغ على التأثير في مكونهم المدني والمسلح، وعلى جدية القيادة العامة في التعاون مع الشرائح المجتمعية عبر تبديد مخاوفها، وتهدئة نفوسها، وتقديم خطاب وطني شامل تذوب فيه كل الانتماءات الجهوية والقبلية والعرقية.