لعنة الصحراء الكبرى
رمضان كرنفودة
يَعبر المهاجرون الصحراء الكُبرى من أدغال أفريقيا إلى شواطئ البحر الأبيض المتوسط، ثم في رحلة أخرى فيها صراع مع الأمواج وخفر السواحل. خلال تلك الرحلة، هناك من تبتلع الصحراء الكبرى أجسادهم و ترمي بعظامهم بين الكثبان الرملية، نتيجة العطش أو المرض أو خديعتهم وتركهم ممن دفعوا له ثمن العبور. آخرون يبتلعهم البحر، وتقذف ببعضهم الأمواج إلى شواطئه جثث هامدة، إلا من قليل يتم إنقادهم و الرجوع بهم إلى مراكز الاحتجاز، لترحليهم إلى بلدانهم فيما بعد. هنا يتحطم الحلم الذي من أجله خاطروا بحياتهم وهو الرحيل والهجرة إلى بلد النعيم ” أوروبا”.
أصحاب الحظ منهم الذين تم إنقادهم ونقلهم بالبوارج والسفن إلى الشواطئ الأروبية هم الأوفر حظا .. الصحراء الكبرى لها لعنة على شعوبها فى هذا الزمن، فسببت الأمراض والغناء فى نفس الوقت . عدد كبير من المهاجرين يحملون بعض الأمراض المنتشرة فى بلدانهم، مثل الالتهاب الكبدي والإيدز، يتجولون فى شوارع المدن والقرى الليبية، و يعملون فى البيوت والمزارع والورش، حتى وصل البعض منهم إلى العمل بترويج المخدرات والدعارة بين الليبيين. وأُجزم القول هنا، إن المهاجرين هم مصدر لثروات جمعها شباب الصحراء الكبرى، من خلال دفع أجرة النقل عبر الحدود إلى ليبيا فى رحلة قاسية مملوءة بالمخاطر … يحدث ذلك، نتيجة لعدم اهتمام الدولة بهولاء الشباب بتمكينهم فى مشاريع تنموية صغرى محلية، تعتمد على مواد خام وخدمات محلية أو وظائف في المرافق الحكومية، إلى جانب تشكيل أجهزة أمنية تختص بحراسة ومراقبة الحدود، ينخرط فيها هولاء الشباب، تكفيهم العوز وتوفر لهم معيشة مرضية