لعنة الرقم 5 تلاحق الليبيين
أصبح الإنفاق العام هاجسا لدى الليبيين وباتوا يعبرون عن تخوفهم منه في كل مرة؛ وذلك بعد أن سجلت التقارير الرقابية مصروفات لم يوضح أثرها على حياتهم اليومية ولكن بوجه الخصوص أصبح للرقم “5 مليار” ذكرى سيئة عند المواطنين.
في عام 2013 صرح رئيس المؤتمر الوطني السابق محمد المقريف أن رئيس الحكومة الليبية الانتقالية في عام 2013 والذي كان عبد الرحيم الكيب، وقتها صرف 5 مليارات دينار على تجهيز مكاتب الوزارة، الأمر الذي أثار حفيظة الناس باعتبار الرقم يعادل ميزانيات مشاريع ضخمة في بعض الدول المجاورة.
وأظهر تقرير ديوان المحاسبة لعام 2017 أن الشركة العامة للكهرباء تصرف سنويا نحو 5 مليارات دينار، دون إحداث أي تحسن على صعيد الشبكة العامة، حيث ما تزال الكهرباء تنقطع بالساعات على المواطنين وسط استياء عام صاحبته احتجاجات على مستوى أداء الشركة العامة للكهرباء.
متلازمة “الـ 5 مليار دينار” استمرت هذا العام بعد أن أعلن المجلس الرئاسي عن تخصيص 5 مليارات دينار لبرامج إنمائية هذا العام لم يكشف عنها، أو عن طبيعتها إن كانت استعجالية ولم يكشف حتى عن أماكن إقامة هذه المشروعات، ومع انتصاف العام الجاري لم يرصد المواطن أي جديد في المدن الليبية ولا في قُراها، الأمر الذي دفع باستياء عام في الشارع الليبي.
وسط هذه النكبات المتكررة لإدارة الأموال أوضحت التقارير الرقابية صرف الحكومات المتتالية في ليبيا 277 مليار دينار خلال 5 أعوام دون أن يرى المواطنون أثر لها على الأرض.