لبنانيون يقتلعون “ملوك الطوائف” من الشوارع
218TV|خاص
أظهر آلاف اللبنانيين “تحدياً جديداً” للسلطة السياسية القائمة في بلادهم من خلال مبادرتهم إلى “إسقاط وإزالة” صور الشخصيات السياسية وقادة الأحزاب التي يعتبر تواجدها في “مناطق النفوذ” لتلك الأحزاب والقوى السياسية أمراً ثابتاً، فيما تتمتع صور القادة السياسيين، إضافة إلى قادة الأحزاب السياسية والدينية اللبنانية الكبرى بما بدا خلال العقود الماضية بأنه “تقديس سياسي”، لكن ثورة لبنان التي تقترب من شهرها الأول ماضية في تكسير كل “التابوهات السياسية”، وتعتمد “تكتيكات شعبية جديدة” لا تزال تفاجئ السلطة الحاكمة.
ويبدو مشهد “اقتلاع” صور “ملوك الطوائف” السياسية والدينية في لبنان حدثاً لا سابق له، إذ إن العديد من الإشكالات بين لبنانيين قد وقعت خلال السنوات القليلة الماضية بسبب الاعتداء على صور سياسيين، أوحرقها أو إنزالها من مكانها، فيما يريد اللبنانيون اليوم إرسال رسائل مشددة للسياسيين بأن “حصانتهم وقدسيتهم سياسياً” قد انتهت فعليا، وأن الشارع يخطط لـ”محاسبة سياسية عسيرة” لهم سياسيا، وأيضا شعبياً، وأن بقائهم في الواجهة السياسية في بلد يعاني من انهيار سياسي واقتصادي وخدماتي لم يعد مقبولاً.
وتحاول القوى السياسية اللبنانية الممثلة في السلطة “اللف والدوران” على مطالب اللبنانيين، الذين يريدون إسقاط الطبقة السياسية كاملة، وصولا إلى الرئيس اللبناني ميشال عون الذي يعتمد حتى الآن “لغة خطاب أبوي” مع المتظاهرين، فيما تعمد وسائل إعلام لبنانية متحالفة مع القوى السياسية في السلطة إلى “بث الرعب” في قلوب اللبنانيين من أن لبنان قد بات على مشارف “انهيار اقتصادي كبير” قد يصعب ترميمه، في ظل وضع مالي يهمين عليه ملف الديون الرسمية التي تصل إلى نحو مائة مليار دولار ما بين ديون داخلية وخارجية.
وقبل نحو أسبوعين استقال رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري من منصبه، في محاولة للتجاوب مع الاحتجاجات الشعبية العارمة في بلاده، إذ أبلغ المحتجين بأنه “وصل إلى طريق مسدود”، وأنه يقر بأن لا أحد أكبر من وطنه، مبادرا إلى وضع استقالته بتصرف الرئيس اللبناني عون الذي قبِل الرسالة، وطلب من الحريري تصريف أعمال الحكومة انتظارا لتأليف حكومة جديدة، وهي خطوة يجب أن يسبقها دستوريا إجراء الرئيس ل”استشارات برلمانية ملزمة” مع القوى السياسية والحزبية الكبرى في مجلس النواب اللبناني.