لاجئو الوطن بـ”تاورغاء”.. مخيماتٌ في مرمى نارَي “النزوح” و”التجاهل”
218TV| خاص
إنهم اللاجئون في وطنهم، من يتذيّلون دائما قائمة اهتمامات المسؤولين الذين تعاقبوا على كراسي السلطة في البلاد، ففي أكثر من مكان بين شرق البلاد وغربها تستمر معاناة أهالي تاورغاء مع النزوح والتشرد منذ سبع سنوات دون حلول حقيقية تنهي مأساتهم رغم الوعود الكثيرة.
ولعل آخر ما خيّب آمال الجميع في هذا الملف هو الاتفاق الذي رعته حكومة الوفاق بين أهالي تاورغاء ومصراتة والذي لم تدخل بنوده حيز التنفيذ حتى اليوم، ومن الملاحظ أن كل مخيمات النزوح على اختلاف موقعها الجغرافي تعرضت دائما لاندلاع الحرائق فيها أو في بعض أجزائها مع حلول الشتاء، لتضاعف المعاناة وتثقل كاهل النازحين بألم مع آلامهم المتراكمة منذ سبع سنوات.
وآخر ما تعرضت له هذه المخيمات الحريق الذي شبّ أمس في المخيم الواقع في “السراج” غرب طرابلس، حيث سيطرت فرق هيئة السلامة الوطنية على الحريق الذي وصفته بالهائل وأكدت أنه لم يسفر عن أية أضرار بشرية مع الإشارة إلى إصابة البعض بحالات اختناق نتيجة كثافة الدخان.
وقد أكد المجلس البلدي تاورغاء احتراق قاطع بالكامل، كانت تسكنه 13 عائلة، ولا تعتبر هذه الحادثة هي الأولى، ففي 11 نوفمبر الماضي شب حريق في إحدى غرف مخيم “الفلاح” بسبب خلل كهربائي نتجت عنه فقط أضرار مادية، وفى مارس اندلعت النيران في مخيم سيدي السايح جنوب طرابلس ونتج عنه تلفيات في المخيم مع تشريد عدد من السكان.
وشهد مخيم آخر فى بنغازي عام 2014 حريقا مشابها بسبب سقوط قذيفة أودت بحياة اثنين وسببت حريقا نجم عنه ضرر بالغ فى المكان، وهكذا لا يزور الشتاء مخيمات “النزوح الليبي في ليبيا” وحيدا، بل يحمل معه البرد الشديد الذي يواجهه من تركوا الدفء في بيوتهم، ويحاولون اتقاءه بالنار التي قد تفسد كل شيء في بيوت ليست كالبيوت، وكل هذا يحدث وسط صمت رسمي “متعدد الأطراف”، وصمت شعبي “اضطراري”.