كيف غيّرت “التكنولوجيا الجديدة” مسار الحرب في ليبيا؟
مع استمرار التغييرات على الأرض بليبيا في الحرب الدائرة بين طرفي الصراع، باتت تنكشف شيئاً فشيئاً تفاصيل الحرب بالوكالة في البلاد وحقيقتها ولربما الأهم هو نوعية هذه الحرب.
لم تكن المعارك في ليبيا كبيرة لكنها كشفت طريقة جديدة للحرب، فقد جمعت هذه الطريقة في الحرب بين التكنولوجيا الجديدة للدول الصاعدة مثل تركيا والصين، مع صراع بالوكالة مدعومة بعناصر من المرتزقة على الأرض، وهذا ما يشير إليه تقرير نقلته صحيفة “القدس بوست”.
وذكر التقرير أن قدرة قوات الوفاق على تدمير أنظمة بانتسير الروسية وطائرة بدون طيار من طراز Wing Loong UAV ونظام حرب إلكتروني خلال يومين فقط، يعود للدعم الهائل الذي تلقته من تركيا على صعيد الأسلحة والطائرات والمرتزقة السوريين، حسب وصف التقرير.
ووصفت الصحيفة فقدان الجيش الوطني لقاعدة الوطية وتحديداً لمنظومة بانتسير الروسية المضادة للطائرات، بالانتكاسة للقيادة العامة وبالإحراج لموسكو تحديداً، فمع أهمية الطائرات دون طيار لتقدم كافة الأطراف واعتماد هذه الحرب عليها بشكل كبير، يبدو أن قوات الجيش ستواجه تحديا كبيرا في التصدي لتقدمات الوفاق، الأمر الذي استغلته تركيا كدعاية قوية لطائرات الدرون باريكتار التركية، فقد انتشرت بشكل واسع التقارير التي تشير إلى أن الطائرة المُسيّرة “بايركتار تي بي 2” التركية طاردت أنظمة الدفاع الروسية بانتسير في قاعدة الوطية قبل يومين من إعلان السيطرة عليها من قبل قوات الوفاق، رغم أن صوراً من القاعدة أوضحت استيلاء قوات الوفاق لمنظومة الدفاع سليمة دون ضرر.
ويشكّل رفع تركيا لوتيرة دعمها العسكري للوفاق بشكل كبير، تحدياً لأوروبا والغرب حول تمدد أنقرة في إفريقياً والمتوسط من جهة، وتحدياً لحلفاء القيادة العامة للجيش الوطني وعلى رأسهم روسيا من جهة أخرى، وبين ضبابية المشهد لما ستؤول إليه الأمور في الأيام القادمة يبقى التهديد يواجه المواطنين في ليبيا وتبقى حياتهم معرضة للخطر في كل دقيقة.