كيف عبّر الليبيون عن 2019
ودّع الليبيّون عام 2019 بكل ما حمله معه من أحداث ووقائع كان أبرزها وأكثرها شدّاً للانتباه معركة طرابلس التي طوت قرابة 9 أشهر من العام، استمرت فيها التطورات العسكرية التي شغِلت المنطقة بأكملها، دون تحقيق سطوة ميدانية لصالح أحد الأطراف المتقاتلة.
وكما جرت العادة، تستقبل غالبية شعوب العالم العام الجديد بأمنيات تحوّل واقعها إلى الأفضل، كما أن مناسبة نهاية عام وبداية آخر تعتبر محطة لاستذكار أبرز أحداث ومحطات الأشهر الـ12 المنقضية.
وحملت ذكريات الليبيين بعام 2019 وأمنياتهم لـ2020 طابعاً من الألم وقلّة الحيلة أمام ما تمر به البلاد من أحداث، فيما لم يغب التفاؤل عن مُجمل هذه النظرة.
وسألت 218 مُتابعيها عبر منصاتها على مواقع التواصل الاجتماعي عن عام 2019، ودعتهم لوصفه بجملة واحدة، ليبدأ سيل الـ”الأوصاف العفوية” في ظاهرها، لكنها حملت معاناة شبه يومية لشرائح كبيرة من الليبيين.
ولعل “جرح النزوح” كان على رأس الأزمات الإنسانية التي بدا جلياً أنها اعتصرت قلوب آلاف العائلات التي اضطرت أو أُجبِرت في بعض الأحيان على الخروج من منازلها وتحمّل ويلات ارتفاع أسعار الإيجارات بسبب نزاعات “لا ناقة ولا جمل” لهم فيها، ناهيك عمن غادر منزله نازحاً ليراه على صور متداولة عبر مواقع التواصل مُهدّماً أو اخترقت قذائف الحرب أحد أطرافه.
“لقد كان عاماً دموياً بامتياز”.. جملة اختصر فيها أحد المتابعين رؤيته لعام 2019 في ليبيا، ولن نبالغ إن تحدّثنا عن وجود آلاف غيره يحملون للعام ذات النظرة، كون أخبار ضحايا الحرب والصراعات والأزمات الصحية والحوادث المرورية لم تنقطع طيلة العام، ما ربط العام بـ”وجع الفقد” لدى مئات وربما آلاف العائلات الليبية.
وخيّم وصف “الدمار” على تعليقات الكثير من المتابعين، تعبيراً عن انحدار البلاد إلى مستوى الخطر فيما يخص البنية التحتية والمظهر العام المُشوّه بمختلف المدن والمناطق، خاصة عقب الحروب التي شهدتها منذ 2011، والاستهدافات المتكررة لمؤسسات عامة كبيرة ومهمة كالمطارات والمرافق الصحية.
ولأن “طرح الأحمال وأزمة السيولة” أصبحا من “عادات وتقاليد الوجع الليبي”، عبّر الليبيّون عن أملهم في انفراجة قريبة- حتى لو جزئية- فيما يخص هاتين الأزمتين اللتين تلازمان كل بيت ليبي منذ أعوام، ولم تقتصرا على 2019 فقط.
وألقت الإنجازات الفردية بظلالها على الجانب المُشرق من آراء الليبيين لعام 2019، حيث حملت كلماتهم عن التخرّج والنجاح على المستوى الوظيفي وتحصيل الشهادات الدراسية، طاقات إيجابية وأمنيات لتحقيق المزيد من النجاحات الفردية خلال عام 2020.