كيف سينعكس “التحول الإيطالي” على ليبيا؟
بدأت تتضح ملامح المشهد الإيطالي بعد تشكيل حكومة جوزيبي كونتي، وإعادة فتح ملف المهاجرين، الذي يعتبر الملف الأكثر جدلاً وتعقيدًا على المستوى الأوروبي والليبي تحديدا.
وكانت موافقة الحكومة الإيطالية على استقبال أكثر من 80 مهاجرا، أنقذتهم سفينة “أوشن فايكنغ” قبالة السواحل الليبية منذ نحو 5 أيام، بعد اتفاق مع الاتحاد الأوروبي، بمثابة صاعقة على زعيم حزب الرابطة الإيطالي، ماتيو سالفيني، الذي اتهم رئيس الحكومة الإيطالية جوزيبي كونتي، بأنه باع حدود إيطاليا وكرامتها في بروكسل.
وشكّل تصريح سالفيني رسالة مباشرة للاتحاد الأوربي، وتحديدا بعد أن أصدر حزب فورتسا إيتاليا، الذي يتزعمه سيلفيو برلسكوني، بيانا أعلن فيه تشكيل جبهة مشتركة مع حزب الرابطة وزعيمها سالفيني، لأجل الوقوف ضد الحكومة الجديدة.
ولأن ليبيا محورا مهمًا في ملف المهاجرين، وجّه ممثل حزب الخضر الأوروبي بالبرلمان الإيطالي، أنجيلو بونيللي اتهاما لخفر السواحل الليبي بأنه ينقل المهاجرين إلى مراكز احتجاز غير رسمية، وأن المسؤولين يبيعون المهاجرين لتجار البشر، أما النساء فقد يتعرضن للاغتصاب والعنف، في محاولة لإقحام حكومة الوفاق كونها الصديق المقرب لسالفيني، وهي التي أبرمت عقودا لإدارة ملف الهجرة بين البلدين.
وبلا شكّ ان أي تغيير في السياسة الإيطالية، ستنعكس على الفور على المشهد الليبي، الذي أُقترن داخل أروقة الاتحاد الأوروبي وإيطاليا خصوصا، على اعتبار أنها البلد المُصدّر لأزمة المهاجرين، لا البلد الشريك في إنهاء الأزمة، التي تحوّلت إلى ورقة سياسية بامتياز.