كيف سيكون عيد طرابلس؟
218 | تقرير
طرابلس عروس البحر، العاصمة التي جمعت الليبيين بمختلف مناطقهم، باتت اليوم تفتقر لكل مقومات الحياة من ماء وسيولة وكهرباء، وأكوام القمامة المكدسة في شوارعها التي تنذر بكارثة وشيكة، ناهيك عن الوضع الأمني الغائب، وقد جعلها تكرار انقطاعات الكهرباء مدينة لا تبصر النور.
من كان يصدق أن تكون شوارع طرابلس على هذا الشكل، أكوام القمامة متكدسة في منظر مزعج ومخجل لا يعبر بتاتا عن حضارة ورقي أهل العاصمة الذين يعانون عديد الأزمات كانقطاع التيار الكهربائي لساعات بل لأيام والنقص الحاد في الوقود وشح السيولة إلى انعدام الأمن وتضاف لهذه المشاكل أزمة القمامة التي يعاني منها الجميع.
اندلاع الحرب جنوب طرابلس جعل من الصعب الوصول للمكب الرئيس بسيدي السايح، والمكبات الفرعية لم تعد قادرة على استيعاب المزيد،إضافة لتقاعس شركات النظافة عن واجباتها وهو ما زاد من حجم الأزمة التي قد تتسبب في كارثة بيئية خاصة مع حلول عيد الأضحى المبارك والمخلفات الناتجة عن ذبح الأضاحي كالجلود وغيرها والتي ستفاقم من حجم الأزمة وتزيد من حجم معاناة المواطنين.
تلوث بيئي وبصري هذا هو وصف أزمة انتشار القمامة بينما تصرف المليارات والمكافآت على المعارك وتحجب عن العاملين في مجالات النظافة أو حتى مشاريع لإنشاء مصانع لتدوير القمامة.
وبالعودة لمشاكل المواطن فلا ننسى الانقطاعات المستمرة للتيار الكهربائي التي تدوم لساعات والتي تتزامن وارتفاع درجات الحرارة، والشح والنقص الحاد في الوقود في البلد صاحبة أكبر احتياطي للبترول في إفريقيا، ونزوح كبير للعائلات بسبب تردي الأوضاع المعيشية والاشتباكات الدائرة جنوب العاصمة لما يقرب عن الخمسة أشهر، كل هذه العوامل أثرت سلبا على حياة المواطن، والتي قوبلت بغياب حكومة الوفاق ووزرائها الذين لم يبذلوا جهدهم لتأمين الاحتياجات المعشية، أو حل أزمة انقطاع التيار الكهربائي، وحماية مصادر المياه التي تشهد بين الحين والآخر تعديات لمجموعات مسلحة ومنفلتة.
أزمات تفاقمت فأصبح المواطن يعاني الأمرين، فالسلاح لدى الجميع في عاصمة باتت أسيرة للتشكيلات المسلحة، والضحية هو المواطن الذي يستقبل العيد بلا فرح أو حياة كريمة.