كوفيد 19 كشف اعتلال الصحة والتعليم في ليبيا
أسقط فيروس كوفيد 19 الذي اجتاح العالم ورقة التوت عن المنظومتين التعليمية والصحية في ليبيا وفتح باب التساؤلات عن مدى الاستفادة من هذه التجربة القاسية في تحسين الأوضاع في البلاد
وكشف هذه الجائحة عالمية الواضح، وعرَّت حكومات متعاقبة صرفت مليارات ضمن ميزانياتها دون تحديث وتطوير النظام الصحي أو المؤسسات التعليمية؛ فالمستشفيات متهالكة والكوادر الطبية مهمشة فلا تأمينات ولا علاوات، ويعملون برواتب زهيدة وبمعدات قليلة إن وجدت، فيما قال متخصصون فيمكافحة الأوبئة أن الرعاية الإلهية وحدها تتكفل بحماية الليبيين من كوفيد 19 فالتجهيزات متواضعة والاستعداد قليل.
وأظهر كورونا كذلك تهالك البنية التعليمية في ليبيا وغالبية الدول العربية فبينما نسمع عن تجارب للقاحات وأمصال للفيروس تغط الجامعات والمراكز البحثية المحلية والعربية في سبات عميق، فلا وجود لها إلا على قائمة الميزانيات لوزارة المالية، وبينما تهافتت البلديات الليبية على إنشاء جامعات ليفوق عددها 30 جامعة، بينها خمس جامعات ليبية تعد هي الأعرق في البلاد، يغط علماؤها في حجر ذهني عن البحث والدراسة خارج معركة العالم ضد كورونا فبدلا من أن يكونوا جزءا من الجبهة العالمية لمواجهة هذا العدو البيولوجي المشترك اختاروا البقاء ضمن مجموعة “خليك في الحوش” متناسين أن بيوتهم الجامعات، ومراكز البحث العلمي.
وبرزت سرعة التعافي للحالات المرصودة داخل ليبيا في ظل الإمكانات القليلة فيما وصف بالظاهرة التي تستحق الدراسة علها تنجح في جعل المقولة المنسوبة لهيرودوت بأن من ليبيا يأتي الجديد واقعا فعليا عبر الوصول لنتائج تساعد البشرية في وضع حد لهذا الفيروس المميت كما أن ما توصلت إليه فحوصات المركز الوطني لمكافحة الأمراض من أن أغلب المخالطين لمن أصيبوا بفيروس كورونا في ليبيا لم تنتقل إليهم العدوى يجعلنا نطرح تساؤلات حول المناعة الاستثنائية الموجودة لدى الليبيين في حال صحة نتائج هذه التحاليل.
يقول الخبراء إن جائحة كورونا ستغير وجه العالم فهل ستنجح في تغيير المؤسسات والسلطات في ليبيا ليستفيقوا من سباتهم العميق أم أنها ستمضي بعد أن تأخذ نصيبها من أرواح الليبيين دون عبر ودروس مستفادة.