تكمن المهمة الأصعب من مواجهة فيروس كورونا في الحفاظ على العلاقات الاجتماعية والتواصل بين الناس، فقد باتوا ملزمين بالتباعد الجسدي حفاظاً على صحتهم وسلامتهم من الإصابة بالوباء الذي أصاب أكثر من 5 ملايين حول العالم.
ولكن مع التباعد الجسدي برزت منصات التواصل الاجتماعي لتخدم هدفها الذي صنعت من أجله قبل أن تتحول لسلاح ذو حدين، وباتت هذه المواقع منفذًا ومنقذًا للملايين حول العالم للتقارب والتواصل صوتاً وصورةً.
ومع اقتراب عيد الفطر المبارك في عديد الدول العربية والإسلامية، وهو الذي كان فرصة للتقارب الاجتماعي والتواصل وتوطيد العلاقات العائلية والاجتماعية، فإن معايدات عام الكورونا ستكون بلا شك مختلفةً عما سبقها في التاريخ، فبدايةً من منع إقامة صلاة العيد في المساجد ومنع التجمع لأدائها في العديد من الدول، وصولا لعادات الزيارات العائلية التي ستقتصر هذا العام على مكالمات هاتفية أو مكالمات فيديو عبر تلك المواقع التي كان يمقتها العديد يوماً ويمتنع عن استعمالها آخرون، وآخرون لم يأبهوا لأمرها مفضلين التواصل الاجتماعي على أرض الواقع.
و بلا شك لن يكون اتصال الفيديو كجلسة ظريفة تجمع الأهل أو الأصدقاء تملؤها مشاعر التقارب، لكنه أفضل من الانقطاع الكلي أوالإصابة بالفيروس، فرغم أن دعوة “خليك في الحوش” قد تكون حملة وقائية واحترازية حفاظًا على صحتكم وهي ليست بالسهلة، لكننا بتنا في زمن تعتمد حياتنا وأرواحنا على التباعد الاجتماعي لمنع كوفيد ١٩ من الانتشار وإنقاذ الآلاف.
وتقف مواقع التواصل الاجتماعي بتعدد خدماتها وأسمائها، في مواجهة تفشي كورونا عبر المساعدة في تطبيق التباعد الجسدي لتمنع كورونا من استغلال أحد جنوده في حربه ضد البشر، فأعيادنا قد تكون مختلفة لكنها تبقى تلك المناسبات التي ننتظرها بفارغ الصبر .