“كورونا” يعزل السراج عن سياسته الداخلية
تقرير 218
نصف مليار دينار ومن بعدها 75 مليونا، مبلغ عزل رئيس المجلس الرئاسي عن مناصريه قبل خصومه، والسبب كورونا.
فما إن اجتاح هذا الوباء العالم الذي لم تكن ليبيا بمنأى عنه حتى صار المجلس الرئاسي أمام موجة جديدة من الانتقادات التي وصلت حد تهديد عدد من البلديات بقطع التواصل معه بسبب عدم التوازي في تخصيص المبلغ المخصص لها من ضمن النصف مليار في مكافحة جائحة كورونا.
بلديات ليبيا التي منها زوارة مثالا وجدت في رصد ميزانية كورونا لها إجحافا وظلما لكون المبلغ لا يفي بالغرض لمنطقة مساحتها أكثر من ثمانين كيلومترا وتمتلك العديد من المنافذ البرية والبحرية والجوية.
عدد من البلديات الأخرى رفضت المبلغ وطالبت بإقالة وزير صحة الوفاق ووكيله معللة عدم معرفتهم بإدارة الأزمة وعدم توفير الإمكانات المخصصة لمكافحة كورونا مع اتهام ضمني بسرقة الأموال.
وعلى صعيد صناع الحروب فقد خرج آمر لواء الصمود صلاح بادي متوعدا بملاحقة من وصفهم باللصوص والقبض عليهم في حكومة الوفاق معبرا عن نفاد صبره من المجلس الرئاسي متهما إياه وحكومته بالفساد المالي واستغلال انشغال من وصفهم بالثوار في القتال لإصدار قرارات مصيرية دون دراية من الشعب.
الرئيس السابق للمجلس الأعلى للدولة عبدالرحمن السويحلي عبر عن عدم رضاه بما خصصه السراج للبلديات قائلا إن الإنفاق يجب أن يذهب لبندي المرتبات والدعم وما يصرف لجبهة القتال في طرابلس ودعم النازحين مع تخصيص محدد ومنضبط لمواجهة كورونا.
عدة بلديات أعلنت عدم تسلمها أي مبلغ من الميزانية المخصصة ليعلن السراج بعدها تخصيص مبلغ آخر قيمته 75 مليون دينار لكن الغضب الذي اجتاح البلديات التي لوحت بعصا عزل السراج وحكومته قد يزيد إلى ما هو أسوأ ليبقى رئيس الرئاسي في مواجهة الجميع بلديات وتشكيلات مسلحة لم تعترف بقانون الدولة يوما، وجيش وطني بات على عتبات أبوابه ووباء لم يكن في حسبان أحد.