كورونا يؤجل “دلع” اللاعبين وترف الأندية
استهدف فيروس كورونا في شهر مارس الحالي الرياضة وعلى وجه الخصوص كرة القدم التي تحظى بمتابعة غالبية الناس على مستوى العالم، فأوقف حركتها وشلها وأجلها إلى توقيت غير معلوم حتى هذه اللحظة على الرغم من عمل الاتحادات الأهلية على مستوى العالم على تحديد مواعيد مبدئية لعودة المسابقات، ولكن الأمور في نهاية المطاف سترتبط بمدى تعافي العالم من هذه الجائحة التي عصفت بالاقتصاد العالمي لتتأثر الرياضة مثلها كأي قطاع آخر.
أولمبياد مؤجل
الضربة الاقتصادية الرياضية الأكبر تلقاها أولمبياد طوكيو 2020 الذي كان من المفترض أن تستضيفه اليابان بعد انتظار لمدة أربع سنوات اجتهدت اليابان خلالها في التجهيز للحدث ودفع مبالغ طائلة.
وتقدر الخسائر المبدئية لليابان جراء التأجيل بحوالي 11 مليار يورو، وتشير وكالة فرانس برس إلى أن الناتج القومي للدولة اليابانية سيتلقى ضربة اقتصادية كبيرة في عام 2020 تقدر بخسارة حوالي 5.5.
وحتى لا تعم حالة هلع كبرى داخل المجتمع الياباني تحدثت الحكومة أنها ستقوم بتعويض هذا المبلغ في عام 2021 نظرا إلى أن الأولمبياد لم يلغ بل تم تأجيله وهذا ما سيمكنهم من تصحيح المسار.
اليويفا المتضرر الأكبر
تكبد الاتحاد الأوروبي لكرة القدم خسائر مالية فادحة فور إعلانه عن تأجيل نهائيات بطولة أمم أوروبا في نسختها المقبلة، والتي كان من المفترض أن تقام في 12 مدينة أوروبية، وقد قدر خبراء الصفعة المالية بحوالي مليار يورو لأن الاتحاد الأوروبي اضطر لإلغاء جميع التفاصيل المالية المتعلقة بالبطولة من حجوزات للفنادق وأرباح حقوق النقل التلفزي وشركات الرعاية وغيرها.
اليويفا اتخذ هذا القرار ليفسح المجال أمام الاتحادات الأهلية في قارته لوضع خطط تجعلهم يكملون المسابقات المحلية في الصيف القادم، على الرغم من أنه كان ينتظر مكاسب مالية تعتبر الأكبر في العقدين الأخيرين، خاصة أن مداخيل النسخة الماضية التي استضافتها فرنسا وصلت لحوالي 1.5 مليار يورو جنى خلالها الاتحاد الأوروبي حوالي 830 مليون يورو كأرباح متكاملة.
ترف مؤجل
قال الرئيس السابق لنادي بايرن ميونيخ الألماني أولي هونيس إن متابعة الأخبار التي تشير لانتقال اللاعبين بين الأندية بمبالغ مالية تتراوح بين 100 إلى 200 مليون يورو أصبح أمرا غير مقبول وغير وارد خلال السنوات الثلاثة المقبلة بعد أزمة كورونا التي عصفت باقتصاد الأندية.
وسرعان ما بدأت الأندية في تنفيذ جانب من هذه التصريحات فقام يوفنتوس بالاتفاق مع لاعبيه لتخفيض رواتبهم أيضا، ولاقت مناشدته استجابة سريعة من اللاعبين ما يعني توفير حوالي 90 مليون يورو خلال الشهور الأربعة المقبلة بعد حديث خبراء اقتصاديين عن خسارة متوقعة تتجاوز 110 مليون يورو لفريق السيدة العجوز إن استمرت الأمور بهذه الكيفية كونه يعتبر النادي الرائد اقتصاديا.
أما في إسبانيا فكانت المبادرات الاقتصادية بداية من رابطة الليغا التي أعلنت أنها تنوي تخفيض رواتب لاعبي الأندية حتى 70% تماشيا مع الأزمة الحالية وحتى نهايتها.
وفي البريميرليغ القوة الاقتصادية الكبرى فهناك خاطبت الأندية الرابطة بضرورة وضع سقف موحد لرواتب اللاعبين إلى حين انتهاء الأزمة.
ولن تقف الأمور عند هذا الحد فحسب، حيث ستكون الأندية في العامين المقبلين غير قادرة على تمويل سوق الانتقالات بمبالغ كبيرة ما يعني أن كرة القدم ستعود لسابق عهدها من ناحية أسعار اللاعبين.
زمن تقليل الخسائر
تسعى الروابط المنظمة للبطولات في الدوريات الكبرى على وجه الخصوص لتقليل خسائرها من خلال إيجاد حلول لاستئناف المسابقات خلال الأشهر المقبلة، وتقدر خسائر الدوري الإيطالي وأنديته في المجمل إن تم إلغاؤه هذا الموسم بحوالي 720 مليون يورو، بينما سيتعرض الدوري الإسباني لضربة تصل لحوالي 900 مليون يورو، وفي الجانب الآخر سيعاني الدوري الإنكليزي من تداعيات أزمة كورونا والانسحاب من الاتحاد الأوروبي وتقدر خسارة كورونا الحالية في حال لم تستطع رابطة البريميرليغ في إعادة بطولتها شهر يونيو المقبل بأكثر من 1.5 مليار يورو.
كورونا الرياضي.. إيجابيات عدة
الخسائر الاقتصادية للبطولات والأندية واللاعبين لم تمنعهم من إبراز الوجه الإنساني للرياضة عموما فكانت المبادرات حاضرة من خلال المبالغ الطائلة التي صرفت على شكل تبرعات للحكومات والسلطات الصحية في البلدان المتضررة، ومن هنا بدأ الفيفا بتبرعه بمبلغ 10 ملايين يورو لمجابهة الفيروس فضلا عن مبادرات اللاعبين وتبرعاتهم وختاما بمواقف الأندية بتخصيص ملاعبها تحت تصرف حكوماتها كمستشفيات ميدانية لاحتضان مرضى الفيروس.