كوبيتش يُوجّه خطاباً وداعياً لليبيين
قال مبعوث الأمم المتحدة ورئيس بعثتها للدعم لدى ليبيا يان كوبيتش، والذي قدّم استقالته مؤخراً أن إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية الشاملة والحُرة والنزيهة، والتي تتمتع بتأييد شعبي واسع في موعدها أمر بالغ الأهمية؛ للخروج من دوامة الانتقال السياسي التي طال أمدها والعودة إلى الشرعية الديمقراطية والشروع في بناء دولة مُوحّدة ذات سيادة تُنهي التدخلات الأجنبية.
وأضاف كوبيتش في خطاب توديع وجّهه لليبيين، أنه لا ينبغي تفويت هذه الفرصة، خاصة مع احتدام التنافس السياسي الشرس والمتعنت في بعض الأحيان، وتحوّله إلى نزاع، ومع كل المخاطر والتحديات وما يرافقها من أخطاء ومثالب فنية وإجرائية، علاوة على الظروف غير المثالية، حسب وصفه.
وأشار كوبيتش إلى أن الانتخابات قد لا تكون حلاً لجميع المشاكل التي تعاني منها ليبيا، إلّا أنّها خطوة في غاية الأهمية، فهي تفسح المجال أمام الحلول المستقبلية بما في ذلك إتاحة الفرصة لوضع دستور دائم، والخروج من حالة الانقسام والشقاق والشلل والاختلال الوظيفي، الذي ألمّ بالمؤسسات التي تعوزها سلطة حقيقية.
وناشد كوبيتش في خطابه جميع الليبيين بالتوجه إلى صناديق الاقتراع، والإدلاء بأصواتهم للمرشحين القادرين على ضمان الوحدة والاستقرار والسيادة القائمة على المصالحة الوطنية والعدالة والمساءلة والديمقراطية وسيادة القانون والحكم الرشيد، راجياً من الناخبين الليبيين أن يمنحوا فرصاً أكبر للنساء والشباب.
ونوّه كوبيتش أن العزوف عن الانتخابات والتعبئة ضدها لن يؤدّيا إلّا إلى وضع مصير البلاد ومستقبلها تحت رحمة مَن في داخل ليبيا وداعميهم في الخارج، من المستفيدين من الوضع الراهن المنهِك الذي لا يُطاق، ومن الشلل والتشرذم والضعف والتمزق الذي أصاب البلاد بسبب الصراعات، ومن زعزعة الاستقرار في المنطقة ويُفضّلون سطوة السلاح على سلطة صناديق الاقتراع.
وأعرب كوبيتش عن تقديره للجهود التي بذلتها اللجنة العسكرية المشتركة “5+5″، والتي أثمرت عن وقف إطلاق النار واستمراره، إضافة إلى فتح الطريق الساحلي ووضع خطة عمل لانسحاب المرتزقة والمقاتلين الأجانب والقوات الأجنبية من ليبيا، مُحيّياً الروح الوطنية والمهنية التي تحلت بها اللجنة العسكرية المشتركة “5+5”.
وعزا كوبيتش في ختام خطابه أسباب استقالته إلى مهنية وشخصية لم يُفصح عنها، ألزمته التنحي عن واجباته كمبعوث خاص ورئيسٍ لبعثة الأمم المتحدة.