كريم ميزران يستعرض طريقتين لقراءة الوضع في ليبيا
كشف “كريم ميزران” -مدير مبادرة شمال أفريقيا والباحث في مركز رفيق الحريري للشرق الأوسط التابع للمجلس الأطلنطي- عن طريقتين لقراءة الوضع الراهن في ليبيا، حيث يمكن للحكومة الجديدة أن تعطي دفعة للاستقرار، لكنها يمكن أن تخلق أيضاً ظروفًا محفوفة بالمخاطر، فيما هناك مخاوف من “ملف السلاح”.
وأوضح ميزران أن “مسألة التوازن حساسة”، في إشارة إلى أن رئيس حكومة الوحدة الليبية عبدالحميد الدبيبة ورئيس الحكومة المكلف فتحي باشاغا كلاهما من مدينة واحدة، هي مصراتة.
واستدرك أن “هناك أيضاً أحمد معيتيق،نائب رئيس حكومة الوفاق الوطني السابق و “الوسيط وراء بناء الحوار بين برقة وطرابلس” والذي بدأ بالفعل في مرحلة “عدم تضارب” في خريف 2020 واستمر حتى اللحظة، موضحاً أن قائد الجيش خليفة حفتر جزء من العملية.
وتحدث ميزران عن وجود طريقتين لقراءة الموقف، فمن ناحية يمكن اعتبار إزاحة الدبيبة وحكومته عاملاً إيجابياً لأن مستويات الفساد قد ارتفعت في عهده، حتى بالنسبة للمعايير الليبية التي هي بالتأكيد ليست مستقيمة، كما ذكر-بالمقابل- أن السلطة التنفيذية الجديدة تتكون من “شخصيات سياسية صالحة”، فيما سيتم إنشاء موازنات مع المشير خليفة حفتر ورئيس مجلس النواب عقيلة صالح لدمجهما ورجالهما في الوزارات المهمة.
ووصف ميزران الطريقة الثانية بالمتشائمة “من حيث النظر إلى الأشياء”، قائلاً : “إن ما نحن أمامه هو على الأرجح الطريقة التي سيدخل بها حفتر وصالح طرابلس ووضع اليد على الجيش و احتلال البلاد”، موضحاً أن ذلك يتوقف على طموحات الشخصيتين.
وتطرق ميزران خلال تصريحاته لموقع “ديكود 39” الإيطالي، إلى عنصر حساس آخر وهو التوازن في مصراتة، المدينة التي دافعت دائماً عن الحكومات الأممية على المستوى السياسي والعسكري”، وقال في هذا الصدد إن “باشاغا ضد الدبيبة يمكن أن يقسم مصراتة”، “فيما هناك شخصيات مدعوة للحفاظ على التوازن”-حسب وصفه.
وأشار الباحث إلى أن التوازن محفوف بالمخاطر لأن الجميع يبدي اهتماما بصفقة كنوع من الاتفاق الداخلي قد يضمن الجميع، ومنهم الدبيبة، الذي أنشأ دائرة أقوى مع خبرته في الحكومة.