“كذبة إبريل” في ليبيا.. “استقالات جماعية واعتذار للشعب”
قرّر مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة ومعهما المجلس الرئاسي، التنازل عن نسبة 50 في المائة من رواتبهم وامتيازاتهم لصالح الدولة الليبية، وأعربوا في بيان مشترك اعتذارهم لكل أهالي ليبيا، عن إخفاقهم في إيجاد الحلول للأزمات التي طال أمدها، وأعلنوا في نهاية البيان أنهم سيُقدّمون استقالاتهم اليوم، وتسليم السلطة في ليبيا وتشكيل حكومة تسيير تختزل مهمتها في إدارة ليبيا، إلى أن يأتي موعد الانتخابات المقبلة.
لا شكّ أن هذا الخبر، أو النُّكتة إن صحّ التعبير، من وحي الخيال وأيضا إحدى أمنيات الليبيين، الذين أصبحوا على قناعة تامة، أن الأجسام السياسية هي الأخطبوط الذي أصبح يخشى أن تأكله حيتان الغضب والسخط عليه، بعد أن ابتلع الوهم وصدّق أن غيابه سيُؤدي إلى فراغ في السلطة.
وكان لكذبة إبريل هذا العام في ليبيا وقع خاص، وإن فتّش الليبيون والليبيات، عن مناسبة تصلح لهذه المناسبة التي يحتفل بها العالم على طريقته، سيكتشف أن واقع الحال في بلدهم، لا تكفيه كذبة واحدة، بل أطنان من الكذب، منها ما يُثير الضحك ومنها ما يُثير الحزن في نفوس من صدّقوا خرافات الوفاق، بين الأطراف، وغيرهم من راهن على أن البرلمان والمجلس الأعلى للدولة والمجلس الرئاسي، مع الوطن لا عليه، واكتشف أنه دخل تاريخ الكذب في العام 2019، ولا جديد في حياته، إلا ذات الأسماء والصِّفات.
وسيكون الملتقى الجامع، الذي سيُكتب تاريخه في شهر المُزاح والأخبار المُلفّقة التي تستهوي الصحف ووسائل الإعلام في العالم، أكثر جدّية من غيره بسبب الملتقى، وهذه مفارقة ستُربك حِسابات الكذب وتجميل الكلمات التي تعوّد عليه الأول من إبريل وبعض ساسة العالم ومنهم في ليبيا، إن صحّت تسيمتهم بالساسة على كل حال.
وفي العالم الموازي، سيكشف المبعوث الأممي غسان سلامة أسماء من دخلوا عليه وطالبوه بامتيازات لهم ولقبائلهم وأنصارهم، ومن أجرم وامتدت يداه لأموال الليبيين وثرواتهم، دون أيّ خجل او اعتذار أنيق يحفظ ماء وجهه، على خيانة عُظمى سيُدوّنها التاريخ قائلا: هُنا كان وطنا وله شعب، يحكمه اللصوص.