كأس العالم بين المسرح وكرة القدم
علي الفلاح
وفي المسرح كما كرة القدم أول الشروط الجماعية، من دونها يصبح العرض هيكلا فارغا خاليا من المتعة والدهشة والتنوع والإيقاع المتقن، باختصار يتحول إلى منتج نمطي مستهلك شحيح الإبداع والابتكار.
في المسرح كما في كرة القدم، التاريخ والأساطير الفنية لا تنقذ عرضا من السقوط .
في المسرح كما في كرة القدم، النجوم المنفردة توسع مساحات العتمة في العرض .
هذا كأس العالم 2018 رحل النجوم المتألهين من المونديال باكراً إلى بلدانهم بعد أن قدموا عروضا كروية سيئة ومخيبة وكانوا هم أسوأ ما فيها بل في بعض العروض كانوا هم مصدر سوئها بنرجسيتهم وطغيانهم الكروي .
رحلوا إلى بلدانهم بأثمانهم الباهضة وضجيجهم الإعلامي ومجدهم وذواتهم المتجمدة .رحلوا ليتركوا الكأس لمن يؤمنون بالجماعة وشروطها وإبداعها وقدرتها على الوصول إلى الأهداف وركوب المجد والإضافة للفن والتاريخ .
رحلوا ليبقى لهم أن يتفرجوا على الروح الأصيلة لكرة القدم عسى أن يتعلموا إبقاء ذواتهم وتاريخهم ونرجسيتهم خارج المستطيل الأخضر وأن يذوبوا في روح الجماعة دون ترفع، فالكبرياء يهين الإبداع.
الثلاث الكبار في هذه الكأس، فرنسا – كرواتيا – بلجيكا ، كانوا خير دليل على أن في المستطيل الأخضر ترفض الكرة أن يكون لها مالكا أوحداً، وهكذا في العرض المسرحي .
نقلا عن صفحة الكاتب على فيسبوك.