قمم وديربيات أشعلت الميدان والمدرجات
الرياضة هذه الكلمة التي تكاد تكون دواء شافيا ليس لممارسيها فقط، إنّما لعشّاقها أيضا وفي عالمنا العربي هي مساحة ومتنفس للحرية لا مناص منه ولا مهرب رغم ما يصيبك منه أحيانا من إحباط.
الأسبوع الماضي في ليبيا شهد عدة قمم وديربيات أشعلت الحماس في البلاد ووطّدت أواصر الأخّوة والتواصل، ففي ديربي الاتحاد والأهلي طرابلس الذي آلت الغلبة فيه للأول تجلّت الروح الرياضية ومتعة كرة القدم باستكمال المباراة في كنف الأمن والأمان، ولم يتخلّلها سوى الأهازيج والهتافات والحماس، وأكثر ما يلفت الانتباه هو استضافة أهالي مصراتة لديربي العاصمة وفتحوا لهم قلوبهم قبل ملاعبهم.
أمّا في ديربي بنغازي حيث استضاف الأهلي جاره النّصر حامل اللقب لم تختلف الأجواء كثيرا وبالفرح والاستمتاع بكرة القدم وتحت أنظار أنصار الفريقين وتشجيعهم، استعرض اللاعبون كلّ مالديهم من مهارات واستنفذوا آخر قطرة عرق، وانتهت المواجهة بفوز المضيف، لكنّ الأهم هي المودة والروح الرياضية التي لم تنته وكانت أحسن خاتمة بين ناديين عريقين.
وللخير في ملاعبنا أيضا نصيب تزيّنت به مصراتة عندما التقى السويحلي والاتحاد في ديربي خيري من الطراز الرفيع، وما ساهم أكثر في نجاحه تدفق المحبين الذين غنّوا وشجعوا دون أن يولوا الكثير من الاهتمام للنتيجة.
عشاق لعبة العمالقة أيضا كان لهم نصيب من المتعة، ففي ديربي طرابلس للسلة بين الأهلي والاتحاد عاشت الجماهير كامل أرباع المقابلة في حماس مستمرّ لا تقطعه سوى فرصة أو سلة ثلاثية تحبس قبلها الأنفاس لتعود وتشعل الحاضرين بعد تنفيذها.
تعدّدت الديربيات والقمم وعلقت في أذهان الليبيين من رواد مواقع التواصل الاجتماعي الذين تنفّسوا رياضة بعيدا عن أجواء السياسة المشحونة والمحزنة في أغلب الأوقات، ومرّت ولم تخلّف غير السعادة والفرح الذي يتمناه كلّ ليبيّ والقادم أفضل بالتأكيد.