تقرير 218
مفاوضات معقدة ومحفوفة باحتمالات الفشل، من المتوقع أن تشهدها القمة الأوروبية الرابعة منذ بداية تفشي فيروس كورونا، والتي تنعقد افتراضيا اليوم، فالطريق شائكة أمام التوصل إلى اتفاق حول الآلية المشتركة لتمويل صندوق الإنقاذ المخصص لتجاوز الأزمة الاقتصادية التي بدأت تعصف بمعظم دول الاتحاد، بسبب حالات الإغلاق التي شلت الحياة في تلك الدول كإجراءات وقائية للحد من تفشي الفيروس.
برلين أرسلت إشارات إيجابية عشية القمة، لتقريب وجهات النظر بين الأطراف حول آلية تمويل الصندوق وربطه بميزانية الاتحاد وتكليف المفوضية إدارته بإشراف المصرف المركزي، وذلك بعد اتصال مطول بين المستشارة أنجيلا ميركل ورئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانتشيز، اعتبره مسؤولون في الاتحاد قاعدة يمكن أن يبنى عليها الاتفاق النهائي في قمة اليوم.
سانتشيز كان قد تحدث عن اقتراح سيقدمه للقمة بتشكيل صندوق إنقاذ بقيمة 1500 مليار يورو، لدعم اقتصادات البلدان الأكثر تضررا مثل إسبانيا وإيطاليا، الأمر الذي لقي ترحيبا في أوساط المفوضية، إذ اعتبر حلا وسط بين الموقف الفرنسي المطالب بإصدار سندات لتقاسم أعباء الدين الناشئ عن الأزمة، والألماني بخطوطه الحمراء على أي اقتراح يتعلق بتقاسم الديون.
احتمالات الصدام تبقى قائمة في قمة اليوم بين موقفي هولندا التي تصر على أن تكون القروض والمساعدات مشروطة ومقصورة على القطاع الصحي، وإيطاليا المطالبة بإصدار السندات التي تعتبرها معظم العواصم الأوروبية غير ممكنة في هذه الأزمة، وهو صدام يهدد بإفشال القمة أو بأحسن الأحوال الذهاب إلى جولة جديدة من المفاوضات.