قلق أوروبي “متأخر” من توسع النفوذ الروسي التركي في ليبيا
تقرير 218
بعد أن تصاعدت وتيرة الأزمة السياسية والعسكرية في ليبيا بسبب التدخلات الأجنبية التي قادتها روسيا وتركيا مؤخراً، استيقظ الاتحاد الأوروبي من سباته العميق الذي استمر لسنوات، غائباً عن ليبيا بسبب انشغاله في انقساماته وصراعاته الداخلية بعد أن أضعف الصراع الفرنسي الإيطالي موقف أوروبا دون توحيد سياسته بشأن ليبيا .
نيويورك تايمز الأميركية نقلت عن عدد من الخبراء والمسؤولين الأوروبيين المخاوف الأوروبية بعد أن زاد النفوذ الروسي والتركي، ما دفع القيادة الجديدة للاتحاد لتكثيف دبلوماسيتها وبأن تكون أكثر جيوسياسية، حسب وصف كلوديا جازيني التابعة لمجموعة الأزمات الدولية، التي رأت أن جوزيف بوريل غيّر من تفكير الاتحاد حول ليبيا، فيما أشار عضو المجلس الأوروبي للعلاقات الدولية طارق مجريسي إلى أن الاتحاد مهدد بشكل كبير في حالة قيام روسيا بضخ استثماراتها في البنية التحتية لليبيا، ما يعني خسارة أوروبا لخط غاز آخر تحت سيطرة موسكو.
رغم مضاعفة الجهود الدبلوماسية لسياسة أوروبا الخارجية وتهديدها بنشر قوات في ليبيا لفرض حظر وقف النار ومراقبته إلا أن التقارير تشير إلى ضعف الاتحاد وعدم توفر الإمكانيات اللازمة؛ لأن تكون له قوات في ليبيا خاصة بعد انقسام الأعضاء حول استمرار عملية صوفيا سابقاً وترك باب الهجرة واسعاً .
ومن الجهة المُقابلة للانقسام الأوروبي، بدا أن واشنطن قد تخلت عن ليبيا بالرغم من عودتها للمشهد منذ أبريل الماضي إلا أن سياستهما المتناقضة تركت مجالاً لتركيا وروسيا لتوسيع نفوذهما في البلاد ما بات يهدد مصالح أوروبا وأمريكا في ليبيا .
قلق الأوروبيين الفائت لأوانه وتخبط واشنطن وانشغالها مع طهران أخرجهما من الصورة منذ فترة، ورغم جمع ألمانيا لكل الجهات الفاعلة في ليبيا لمحاولة وقف إطلاق النار على الأقل، لن يكون سهلاً بعد أن تمكنت موسكو وأنقرة من ضمان نفوذ واسع ما يجعل مصير ليبيا مجهولاً بين الأطراف الأربعة.