قلق أممي من تداعيات غياب “سلامة” عن الملف الليبي
بعد أيام من تقديم مبعوث الأمين العام الخاص ورئيس بعثة الدعم إلى ليبيا غسان سلامة لطلب إعفائه من مهمته بسبب ظروفه الصحية ما تزال الصورة ضبابية على صعيد حل الأزمة الليبية وعن البدائل المطروحة لخلافته.
وقالت الأمم المتحدة وعلى لسان المتحدث باسم الأمين العام ستيفان دوجيريك إن تركيزها الرئيسي ألا تؤدي استقالة سلامة إلى نكسة في جهود إيجاد تسوية للأزمة الليبية موضحا أن الأمين العام استلم رسالة من سلامة يبلغه فيها بالاستقالة، وجار العمل على مرحلة انتقالية سهلة بحيث لا يفقد الزخم المحرز بعد انعقاد مؤتمر برلين وجلوس أطراف الصراع على طاولة المفاوضات في جنيف.
طلب سلامة إعفاءه من مهمته يصفه مراقبون بـ “المثير للكثير من التساؤلات” خاصة أنه جاء في هذا الوقت الحساس الذي تمر به ليبيا، حيث تمضي الأمم المتحدة في مسارات ثلاثة (سياسية واقتصادية وعسكرية)، تهدف إلى الوصول إلى حل سلمي للأزمة الليبية التي استعصت على جهود جميع المحاولات الأممية السابقة.
فيما يرى آخرون أن المهمة الأصعب أمام نائبة المبعوث ستيفاني وليامز في أن تحافظ على علاقتها ووعودها للأطراف الليبية في أن تستمر المسارات المذكورة محافظة على الالتزامات الدولية التي قطعت في مؤتمر برلين والمضي في تحويل الهدنة إلى اتفاق دائم لوقف إطلاق النار والسير قدما في المسارين السياسي والاقتصادي.
ويكمن التخوف الدولي والمحلي في خليفة سلامة والاستراتيجية التي سيعمل وفقها فلطالما كانت دبلوماسية سلامة هي الخيط الرفيع الرابط بين المنطقي و اللامنطقي، بين جهات متعنتة استطاع ترويضها قدر الإمكان بهدوئه، وبين تغطيته على هفوات وزلات وانتهاكات حدثت والغرض إيصال القضية الليبية إلى اتفاق سلام يعم البلاد.
ويبقى السؤال المطروح كيف سيتصرف المجتمع الدولي حيال ذلك والخيارات المطروحة إما قبول إعفائه وهذا أمر مرجح وعندها سيكون الليبيون في انتظار شخصية جديدة تحمل الملف الليبي أو أن يتم رفضها بعد اتفاق بين غوتيريش وسلامة ما يعني مواصلة ما بدأ فيه.