قطاع الكهرباء.. صراع نفوذ “متوحش” ضحيته المواطن
تقرير
بعدما كان صراعا خفيا يدور في الأروقة والدهاليز المظلمة، بات علنيا تشهد عليه الجموع وتتداوله الألسن، هو ذاك الصراع على النفوذ داخل قطاع الكهرباء بين مجموعات محسوبة على مدن بعينها.
ويكاد الصراع على النفوذ في ليبيا لا يتوقف، خصوصاً داخل حكومة الوفاق والمجموعات المسلحة التي صارت تعترف بحكومة الوفاق وتعترف بها الحكومة ما بعد الرابع من إبريل .
ويتمثل أحد أشكال صراعات النفوذ بحكومة الوفاق هذه الفترة داخل قطاع الكهرباء وشركته العامة التي يقع مقرها في طريق الجبس بطرابلس، وأثبتت مكالمة هاتفية مسربة انتشرت على منصات التواصل الاجتماعي أن هنالك رغبة متوحشة في الاستئثار بمقدرات الشركة والتمكن داخل مفاصلها وإقصاء كل الخصوم بالوسائل الناعمة والخشنة .
وتقصى موقع 218 عن المكالمة المسربة وتوقف عند خلفياتها، ليصل إلى نتيجة مفادها أن هنالك صراع نفوذ بين مجموعة محسوبة على المديرَين التنفيذي والعام، وبين مجموعة أخرى محسوبة بشكل أو بآخر على رئيس مجلس الإدارة، وقد اتخذ الصراع من الخارج شكلاً جهوياً بين من هم محسوبون على مدينة الزاوية، وآخرون محسوبون على مدينة مصراتة.
وبات صراع النفوذ هذا متوحشاً بدرجة كبيرة لا يلتفت صنَّاعه إلى معاناة المواطنين، فدرجات الحرارة تصل هذه الأيام إلى مستويات قياسية جعلت من سياط الشمس تجلد ظهورهم وتلفح أعناقهم .
وتقف اليوم شركة الكهرباء عاجزة عن تأمين حاجة المواطنين من الطاقة الكهربائية، فمدن الغرب والجنوب لا ترى النور لعشرات الساعات المتواصلة، وفي داخل العاصمة طرابلس تنقطع الكهرباء لعشرين ساعة، وحين تعود لا تبقى سوى ساعات معدودات .
ويضاف إلى هذه الأزمة المستفحلة، صراع نفوذ بين مجموعات تريد ملف الكهرباء لنفسها، وهو ما عده المتابعون سبباً رئيساً في انهيار الشبكة العامة، وضعف قدرات الشركة، ذلك أن مشاكلها الداخلية منعتها أو كانت أحد الأسباب المانعة من الالتفات إلى شكاوى المواطنين المستمرة وحلمهم الذي يكبر كل يوم في كهرباء لا تنقطع .