قضايا داخلية وخارجية تزاحم الملف الليبي على طاولة “بايدن”
تقرير 218
تحدياتٌ داخليةٌ وخارجيةٌ؛ تنتظر إدارة الرئيس الأمريكي “جو بايدن”، خلال المئة يوم الأولى، لإثبات قوتها وفرض نفسها؛ أبرزها تنظيم البيت الداخلي الذي يعاني استقطابًا غير مسبوق ازدادت حدته في سنوات حكم “ترامب” بين الديمقراطيين الفائزين في الانتخابات والجمهوريين الخاسرين فيها الرافضين لنتائجها، بالإضافة إلى معالجة ملف “كورونا”، وتنفيذ حزمة من الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية.
ويتزامن كل هذا مع تحديات أخرى خارجية، منها الملف النووي الإيراني، وبرنامج كوريا الشمالية النووي، وموقف الإدارة الجديدة منهما، وعلاقة الولايات المتحدة مع الحلفاء الأوروبيين وروسيا و الصين و حلف “الناتو”، علاوة على مراجعتها لعدد من الاتفاقيات الدولية كاتفاقية باريس للمناخ ومنظمة الصحة العالمية، وغيرها من الاتفاقيات التي خرج منها “ترامب”.
وتضاف إلى كل هذه القضايا، ملفات الشرق الأوسط؛ وفي مقدمتها الدول التي تُعاني توترًا أمنيًا وسياسيًا كاليمن والعراق ولبنان وسوريا وليبيا.
ولطالما أثار الملف الليبي تساؤلات حول طريقة تعامل الإدارة الجديدة معه، فهل سيضع “بايدن” مسافة مما يحدث فيها ويكتفي بمشاهدة تأثير القوى الإقليمية والدولية على المتنافسين المحليين؟ أم أنه سيبني معها سياسة أكثر تنظيمًا و توازنًا مما كانت عليه في عهد سلفه “ترامب”؟.
وانقسمت الآراء حول الدور الأمريكي المُنتظر في ليبيا، فهناك من دعا إلى عدم التفاؤل بحدوث تغيير جوهري في السياسات الأمريكية في ليبيا التي لن تكون من أولويات الرئيس الجديد، بالنظر إلى حجم الملفات التي تنتظره.
أمّا الرأي الثاني؛ فقد ذهب إلى القول إن الإدارة الأمريكية الجديدة لن تسمح باستمرار تدخل أنقرة وتهديدها للاستقرار في ليبيا، وستسعى إلى إبعاد تركيا وروسيا، وتقديم الدعم لإخراج ليبيا من أزمتها، وخلق استقرار سياسي وأمني، مع الوقوف على مسافة واحدة من جميع الأطراف فيها.