قصر المناشي.. يروي جذور التاريخ الليبي
قصر المناشي في أم الحمام بأوباري، معلم تاريخي يقع بالقرب من قصر تميرة، وهو ضمن الآثار الشاهدة على مرور أقدم الحضارات التاريخية بالجنوب الليبي.
العمارة والبناء
شيد قصر المناشي من اللبان “الطين” المجفف بقوالب على شكل مربعات، كما وضع في كل ركن منه برج مراقبة، وبه فتحات استطلاع، ويمتاز بصلابة أسواره التي بلغ عرضها حوالي 120 سم، بالمقابل يبلغ طوله من 10 إلى 12 مترا، وفيه ممر مشاة للجنود وحراس المراقبة على طول القصر وبعرض حوالي متر.
تقنيات هندسية
مدخله من الجنوب تجاه الكثبان الرملية ويطل على طرق القوافل والمشاة، وأمام الباب الرئيسي حائط بطول 12 مترا وبعرض 120 متر على شكل هرم وظيفته حماية القصر من الأتربة، أما مدخل القصر فمحمي حتى لا يطل مباشرة على الفضاء الخارجي، ويعتبر تمويه للغزاة.
أنظمة الحماية
يحيط قصر المناشي خندق بعمق حوالي 6 أمتار وبعرض من 4- 6 أمتار مملوء بالماء لحمايته من اللصوص والغزاة والتحكم في الدخول والخروج إليه من الباب الرئيسي، وهو في الأصل حصن عسكر للمراقبة والاستطلاع وحماية المناطق المجاورة كما أن أهم تقسيمات القصر، غرف الإدارة ومنامات للجنود والحرس، وغرف التخزين.
عراقة وتاريخ
ويعتبر قصر المناشي من الشواهد التاريخية على حضارات قديمة مرت بالمنطقة، منها حضارات الجرمنت، والفتح الإسلامي، ودولة أولاد امحمد الفاسي، والجرمان، والأتراك، كما يعد من الحصون المنيعة لمساهمتها في تأمين طرق القوافل البرية التي تربط الساحل الليبي بأفريقيا عبر إحدى هذه الطرق مناطق طرابلس والجبل وغدامس والحمادة وجرمة وشربة وأم الحمام ومرزق ومستوته والقطرون وتجرهي بالمدن الأفريقية الأخرى.