قصة مريرة.. مُصوّر ليبي يفضح “دولة الإمام”
218TV|خاص
في “زمن العجائب الليبي” يمكن أن يحصل أي شيء، وما لم يُرْو ليبياً حتى الآن عن “السنوات العجاف”؛ يبدو أنه “أكبر بكثير” مما أحزن وأبكى الليبيين طيلة السنوات الماضية، إذ ما إن يتطوّع “شهود قصص” لروايتها حتى تعتقد أن ليبيا لا زالت تعيش “عصر الجاهلية”، وأنّ “الخرافة التي تُنْسب زوراً إلى الدين” لا يزال “شهر عسلها” مُتمدّدا في ليبيا، عكس “الطلاق الموضوعي” الذي حصل لها في أماكن كثيرة من العالم.
يتطوّع المصوّر شعبان بركة عبر حسابه في “فيس بوك” لسرد قصة لافتة حصلت معه في أول أيام عيد الأضحى المبارك، في ميدان صرمان مع خطيب صلاة العيد، الذي شنّ هجوماً يرتقي إلى “مرتبة التهديد” بـ”طرده من الجنة” إذا استمر في تصوير صلاة العيد، علما أنّ شعبان بركة الذي تُنْسب إليه الكثير من التقارير التلفزيونية المُصوّرة عن “الوجع والفرح” في ليبيا، والمُصوّر لجلسات مجلس النواب في طبرق، لم يكن يقوم بأكثر من “واجبه المهني”؛ تلبية لطلب صادر إليه من جهة إعلامية رسميّة في العاصمة.
الإمام الذي يعتقد أنه يحكم “دولة تخصه”، انبرى في وجه شعبان بركة، وطلب منه أن يُوقِف التصوير فوراً، مُطْلِقاً “فتوى هجينة” ترتكز إلى أنّ نار جهنم ستمتلئ بالمُصوّرين، مُهدّدا إيّاه بأنّه لن يُسامِحه يوم الحساب، مانحاً الانطباع بأنّ “سماحه أو مسامحته” شرطاً لـ”العبور إلى الجنة”، لكن شعبان بركة الذي واصل “مهمّته الرسمية” وتلقّى “تضامن المصلين وتأييدهم”، “بلع امتعاضه” ولم يشأ أن “يُحْرِجه” فانتظر حتى نهاية خطبة العيد، ليتقدّم منه ويشرح له الموضوع بتروٍ، معتقدا أن الأمر التبس على “الإمام الحاكم”.
في منشوره على “فيسبوك”، الذي لقي تفاعلاً واسعاً، يلفت شعبان بركة إلى أنّه ما إن توجه إلى الإمام للتأكيد له أنه في “مهمة رسمية من الدولة” لتصوير “مناسبة دينية مهمّة”، حتى فاجأه بأنّه “لا يعترف بمؤسسات دولة لا تُطبّق شرع الله”، فيما يؤكّد المُصوّر أنّه كان يعرف أنّ الجدال مع عيّنات من هذا النوع سيكون “نقاشاً عقيماً”، وسط تساؤلات ليبية، ما إذا كانت الدولة بوسعها أن تضبط خطاباً من هذا النوع، أو أن تُعاقِب إماماً أقام “دولته الخاصة” في العاصمة، خصوصا وأنّ القصة التي رواها المُصوّر لها صلة بالقانون، وترتقي إلى حدّ جريمة “إعاقة موظف رسمي عن القيام بمهامه”.
“الإمام الحاكم بأمره” إذا كان لا يعرف دينه، فمن المستحيل نظرياً أن يكون له صلة بـ”القانون والدستور”، عدا عن أن “الإمام المُتهوّر” نَسِي أو ربما تناسى أن شيوخ الدين في أماكن كثيرة قد أصبح لهم قنواتهم الخاصة، ومما نسيهُ أيضا أنه لولا “الصورة” التي وثّقها العالم لتحرك الليبيين ضد نظام العقيد معمر القذافي في فبراير، لكان هذا الإمام يخاف حتى اللحظة من تداول مصطلحات مثل “المسجد” و”المنبر” و”خطبة الجمعة”، وحتى “صلاة العيد”.