قزيط: قرار (7) شَرْخ.. والسراج عاجز.. والمؤسسات مخطوفة
218TV | خاص
قال بلقاسم قزيط عضو المجلس الأعلى للدولة إن أي عمل عسكري في العاصمة طرابلس من شأنه أن يُحْدِث كارثة كبيرة جدا، ومن شأنه أيضا أن يُفاقِم الأوضاع المتدهورة في ليبيا لأن من شأنه أن يتسبب بكارثة نزوح داخلي لا تقوى المدن الأخرى في ليبيا على تحملها واستيعابها، معربا عن رفضه لما سمّاه مبدأ “التحرير بالتدمير”، لكنه استدرك بالقول إن الليبيين لا يرفضون مؤسسة عسكرية قوية، وإنما يرفضون بطبيعة الحال أن تهيمن مؤسسة عسكرية على باقي المؤسسات السياسية، على اعتبار أن العرب، وشعوب المنطقة لديهم ذاكرة مريرة مع المؤسسات العسكرية التي تهمين على السلطة في بلادها.
وبحسب قزيط الذي يتحدث في مقابلة خاصة مع برنامج “البلاد” الذي بثته قناة (218) ليل اليوم الجمعة، فإن رئيس المجلس الرئاسي فايز السراج يُظْهِر حالة عجز كامل في الحالة السياسية الليبية، وأن هناك حالة استفراد كامل بالسلطة، وأن المجلس الرئاسي يقوم بتوزيع المناصب على المحاسيب والمعارف والأقارب، لافتا إلى أنه طلب منذ شهرين اللقاء معه إلا أنه لم يتلق رداً حتى الآن، علما أن قزيط قال إن طلبه للقاء يندرج في إطار التشاور والتباحث بشأن الأزمة السياسية في ليبيا، ومع هذا فإن السراج لم يرد على دعوته إطلاقا.
ولفت قزيط إلى أن المؤسسات الليبية قد أصبحت مخطوفة أو مُهَيْمَنا عليها من رئيسها، وأن هذا الأمر ينطبق تقريبا على جميع المؤسسات في ليبيا، متحدثا عن هيمنة أشخاص على مؤسسات كبيرة، ويُفترض بها أن تؤدي دورا أكبر وأعمق في الأزمة الليبية.
وشدد قزيط على أن بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا تجري اتصالات بحسب معلومات وصلته لإعادة بلورة مفهوم الملتقى الوطني الجامع الذي سبق أن طرحه المبعوث الأممي إلى ليبيا الدكتور غسان سلامة، خصوصا في ظل إصرار ليبي على أن يكون هذا الملتقى واضحا، ويحظى بدعم دولي، مشككا بأن يكون هنالك دعم دولي لهذا الملتقى، معتبرا أن هذا الملتقى يجب ألا يُعْقَد لمجرد أنه عُقِد ويجب أن يكون محاطا بدعم دولي قوي جدا.
ولفت قزيط في حديثه لــ”البلاد” إلى أن حالة العداء والتباغض بين مصراتة ومدينة بنغازي يجب أن تُزال فورا، وأن نزعها ضروري وحيوي للمشهد الكلي في ليبيا، وأنه سعى بقوة من أجل هذا الأمر، معتبرا أن الزيارة التي قام بها هي مجرد لما أسماه فتح الطريق، لكن يجب أن تتبعها زيارات أخرى، وجهود أكبر وأعمق لإنهاء هذه الحالة، لافتا إلى أن الزيارة تمت بتسهيل وتيسير من بلقاسم نجل المشير خليفة حفتر.
وبشأن القرار رقم (7) قال قزيط إنه لم يكن قرارا صائباً أبدا، وأنه سبّب شرخا كبيراً، وعلى مؤسسات الدولة الاعتذار عنه.
وبحسب قزيط أيضا، فإن تيار الإسلام السياسي في ليبيا يشبه كثيرا النسخة المصرية من الإسلام السياسي، عكس نسخ من تيارات الإسلام السياسي في دول مجاورة التي أبدت نهجا عاقلا، وقبلت بمبدأ المشاركة السياسية أسوة بما حدث في تونس والمغرب وتركيا، مرجعا اختلاف النسخة الليبية إلى موروثات اجتماعية، وتأثر ثقافي بالمستعمر، داعيا تيارات الإسلام السياسي في ليبيا إلى القبول بالمشاركة السياسية، لافتا إلى أن مشروع الدولة المدنية في ليبيا لا يحظى بأي دعم حاليا، وأن الخيارات المطروحة هي إما “أسلمة الدولة” أو “عسكرتها”، لكن قزيط قال إنه يراهن على الليبيين بقوة، كون ليبيا تعيش ما سمّاها “مرحلة تأسيسية”، لكنها بحاجة إلى قامات سياسية كبيرة مرت في تاريخ ليبيا.