قرية نسائية سورية محرّمة على الرجال
هي ليست مشهدا في فيلم، إنّما تجربة فريدة لمجموعة نساء كرديّات يُلقَّبن بـ”نساء أمازونيات”، أنشأن قرية خاصة بهن أسموها “جينوار”، وتعني موطن بالكردية.
فكرة المشروع بدأت منذ 2015، ووُضع حجر الأساس لتنفيذها عام 2017 لتُفتّتحَ رسمياً هذه السنة في اليوم العالمي للعنف ضد المرأة.
المشرفة على القرية رومت هفال تقول:”إنها أول تجربة من نوعها في سوريا والشرق الأوسط، ولن تكون حكراً على الكرديات فقط، بل نرحب بكل راغبة في العيش فيها بغض النظر عن قوميتها ودينها وطائفتها”.
نساء القرية قُمن بإعمارها بالكامل عبر صناعة القرميد الطيني من مواد خام متوفرة في المنطقة، وزرعن الأشجار حول قريتهن كسياج صديق للبيئة، واقتصرت مساعدة بلدية الدرباسية التي تتبع لها القرية، على توفير بعض الجرافات وآليات نقل مواد البناء.
تضم القرية 30 منزلا، وفيها مركز صحي ومدرسة ابتدائية ومسرح ومخبز ومقهى ومطعم بالإضافة لمشغل خياطة ومزرعة للخضروات تضم أيضا 200 رأس غنم، وتتولى مجموعة من الشرطيات الشابات مهمة حمايتها من أي خطر محتمل.
الآراء حول هذه القرية تبدو منقسمة، إذ سخر بعضهم من الفكرة مراهنين على قدرتها على الاستمرار، بينما وجدت بعض النساء أنها خطوة تدل على قدرة النساء على القيام بأعمال بقيت حكرا على الرجال لعهد طويل. في حين تؤكد هفال أن الفكرة لا تهدف للفصل بين الرجل والمرأة، إنما لتوفير مكان آمن لنساء فقدن معيلهن في الحرب، وللأمهات الوحيدات اللواتي يتولين رعاية أطفالهن وحدهن في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة.