قرارة القطف.. طعم المطر المُرّ
218TV | خاص
بالتزام مع حالة “الفتور الرسمي” مع قضية أهالي تاورغاء خلال الأيام الماضية، كان السكان هناك في مخيم قرارة القطف مع فصل جديد من المعاناة والألم نتيجة أحوال جوية سيئة.
وتناقلت وسائل التواصل الاجتماعي العديد من مقاطع الفيديو للرياح القوية التي كادت أن تقتلع الخيام، والأمطار الغزيرة التي لم تستأذن للدخول إلى “المأوى البسيط”، ليهب من فيه وسط حالة من الطوارئ لعمل الأقنية الترابية وما يمكن القيام به لحماية ما تبقى من أمل.
“الفتور الرسمي” قابله عاصفة تعاطف شعبية من أبناء الوطن الواحد، فالوقوف مع الإنسان كانت سمة الليبيين على طول فترة الأزمة الراهنة، وهو ما شكل حائطا متينا تحطت محاولات عديدة لتمزيق النسيج الواحد.
في الصباح استفاق أهالي تاورغاء وقد تحول مخيم لتجمعات لبرك مائية وسط أجواء قارسة البرودة، خرجوا ينظرون إلى بعظهم ولا أحد هنا ليسمع، لترتفع الأيادي للسماء وتصدح الحناجر بـ”يا ربي الفرج”.
الفرج الذي ينشده أهالي تاورغاء من الممكن أن يتحقق لو أن “هيبة الدولة” موجودة، أو أن الجميع لا يستقوي على الآخرين ضاربا بعرض الحائط رأي المسؤولين والمشايخ ورجال المصالحة وغيرهم من رجالات البلاد.
استمرار أزمة أهالي تاورغاء يعني أنهم سيتجرعون المزيد من الألم وسط عجز تام عن حل الملف أو حتى تقديم العون لهم في وسط الصحراء، ويُخشى من تسرب الإحباط إلى النفوس ويهمين الرأي القائل أن لا أمل في العودة بعد اليوم.
الصور التي تُنقل اليوم من قرارة القطف لا تسر العدو قبل الصديق، فمعاناة النساء والأطفال والشيوخ لا مبرر لها، والملف الإنساني يجب أن يطغى على أي مشاكل أخرى، عندها سنرى أن ليس قضية أهالي تاورغاء وحدها ستُحل، بل أن أغلب مشاكل البلاد ستتجه إلى طريق الحل، لأن ليبيا فعلا تعيش اليوم أزمة إنسانية غير مسبوقة.