قرارات الرئيس التونسي تكشف تصدعاً داخل النهضة وتزيد انشقاقاتها
تقرير 218
مفاعيل قرارات الرئيس التونسي قيس سعيّد، لم تقتصر على عزل حركة النهضة عن الشارع التونسي فقط، بل ألقت بظلالها على البيت الداخلي للحركة، وكشفت عن تصدعات وانشقاقات داخلها، تعكس التأزم والخلاف المتراكم على مدار السنوات الماضية، وباتت فرص بقاء رئيسها راشد الغنوشي في الواجهة ضئيلة جداً، في ظل البحث عن وجوه جديدة تستطيع التكيف مع الأوضاع الجديدة في البلاد، سواء عبر المشاركة في خارطة طريق يطرحها الرئيس، أو في حوار وطني يدعو الجميع إليه.
عدد من شباب النهضة، بينهم نواب في البرلمان، أصدروا بياناً يدعو لحل المكتب التنفيذي للحركة، مُحمّلين إياه مسؤولية الفشل والتسبب بتدهور الأوضاع في البلاد، طالبين من الغنوشي الاعتراف بأخطائه المتراكمة، ولفت البيان إلى أن الوضعية الحرجة التي تمر بها البلاد تقتضي حتمية المرور إلى خيارات موجعة لا مفر منها، عبر تحمّل المسؤولية وتجنب أخطاء الماضي، استجابة للضغط الشعبي، وتأمين العودة السريعة لنشاط المؤسسات الدستورية.
أوساط سياسية تونسية أشارت إلى أن المرحلة القادمة ستكون لوجوه جديدة لم تتورط في الأزمة الحادة التي عاشتها البلاد، ما يعني أن الغنوشي بات من الماضي، ولفتت إلى أن موقفه المتصلب من الأحداث، وتحركاته الإعلامية، لا تعدو عن كونها محاولات يائسة لاستعادة مجده القديم، في مواجهة ما يمكن وصفها بـ”الفجوة الجيلية”، بين القيادات والعناصر الشبابية، وهو ما ظهر جلياً في العديد من المواقف والممارسات على مدار السنوات العشر الماضية.
الغنوشي وفي إطار مناوراته لكسب الوقت، وإعادة ترتيب ما يمكن ترتيبه في البيت الداخلي، وتهرباً من الدعوات لاستقالته، أعلن أمس تأجيل انعقاد اجتماع مجلس الشورى الذي يُمثل أعلى سلطة في الحزب لأجل غير مُسمى، قبل ساعة فقط من موعد انعقاده، في دلالة على أن الرئيس سعيّد قد يكون نجح فعلياً في ترويض حزب من الصعب ترويضه.