ترجمة خاصة 218
أفردت كبرى الصحف الإيطالية، مساحة واسعة نقلت خلالها تسريبات، شبه مؤكدة، عن انسحاب القائد العام للجيش الوطني المشير خليفة حفتر من المشاركة في مؤتمر باليرمو الذي ستنطلق أعماله يوم غدٍ وعلى مدى يومين متواصلين في فندق “فيلا إيجا” على الجزيرة الإيطالية صقلية.
حفتر محور الاهتمام .. وشكوك حول انسحابه
وذكرت جريدة “جورنال دي سيشيليا” أن حضور الرجل القوي من برقة لم يعد أمراً مفروغاً منه، في إشارة إلى عدم وجود تأكيدات بمشاركة المشير خليفة حفتر في المؤتمر حتى ساعة ظهور الخبر على صفحاتها، بحسب مصادر الصحيفة من الأوساط الدبلوماسية الإيطالية.
بينما شكّكت صحيفة “ريبابليكا ” بنيّة المشير حفتر الحضور أو المشاركة خلال يومي انعقاد المؤتمر في باليرمو.
وقالت الصحيفة في عددها الصادر يوم أمس السبت العاشر من نوفمبر، إنّ رئيس الاستخبارات الإيطالية “ألبرتو مانينتي” قال إنّه التقى المشير حفتر في موسكو، وحاول إقناعه بالسفر إلى باليرمو، إلا أن الصحيفة نسبت لأحد أبناء المشير، لم تفصح عن اسمه، تأكيده عدم مشاركة والده في هذا المؤتمر معللاً الأسباب بعدم وضوح أهدافه، وأن لا مصلحة له “المشير” في الحضور، بحسب ريبابليكا.
ولفتت الصحيفة إلى أنه رغم كل هذه التشكيكات والتسريبات، فإنّه لا وجود لتأكيدات رسمية تكون اليقين الذي يقطع الشك، حول مشاركة المشير حفتر من عدمها، في الوقت الذي يتحرك فيه رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج الذي وضعته الصحيفة في خانة المنافس للمشير خليفة حفتر، بحسب وصفها، بين إسطنبول حيث التقى باردوغان، وباريس للقاء ماكرون على هامش مشاركته في إحياء الذكرى المئوية لانتهاء الحرب العالمية الأولى، في مناورة له للبقاء على قيد الحياة في المرحلة السياسية التالية، بحسب وصف الصحيفة.
من جهة أخرى وفي السياق ذاته، ذكرت وكالة “سبوتنيك” ، أن مصدراً مسؤولاً في القيادة العامة للجيش الوطني الليبي أكّد عدم مشاركة القائد العام المشير خليفة حفتر في مؤتمر باليرمو.
والجدير بالذكر أن وزير الخارجية الإيطالي، إنزو موافيرو ميلانيزي، كان قد أكد في تصريحات أدلى بها لوسائل إعلامية في مؤتمر صحفي عقده في روما في الخامس والعشرين من أكتوبر الماضي على هامش المؤتمر الإيطالي الأفريقي، بأن القائد العام المشير حفتر قد أبدى رغبته بالحضور والمشاركة في مؤتمر باليرمو من أجل ليبيا.
انسحاب لميركل وماكرون ودعم موغريني
من جانب آخر وفي سياق متصل أشارت صحيفة ” أوشي ديلا جورا” الإيطالية إلى عزم المستشارة الألمانية انجيلا ميركل والرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون الانسحاب من حضورهما شخصياً لجلسات المؤتمر، فيما يظل تمثيل دولهما موجوداً بشكل مرضٍ.
كما أوضحت الصحيفة أن مؤتمر باليرمو يحظى بتأييد ودعم الممثل الأعلى للسياسة الخارجية الأوروبية ” فيدريكا موغريني “، مؤكدة حضورها ومشاركتها في جلسات المؤتمر وتطلعها لنتائج جيدة، لافتة إلى معاناة الدبلوماسية الأوروبية من الصراع الفرنسي الإيطالي حول ليبيا .
وعبرت الصحيفة بأنه في ظل غياب ما أسمته بــــ” السياسة الكبيرة” التي طال انتظارها من الجانب الأمريكي والروسي، فإن مشاركة الاتحاد الأوروبي بهذا الحجم ستكون بمثابة نفخة أوكسجين للدبلوماسية الإيطالية.
اتهام إيطالي بإزدواجية معايير فرنسية
وفي اتجاه معاكس اتهمت الصحيفة فرنسا بازدواجية المعايير في تعامل دبلوماسييها مع مؤتمر باليرمو،حيث قالت إن فرنسا تسير في مسار مزدوج على ما يبدو ، فمن ناحية أنها أثرت في بعض الأطراف لمقاطعة المؤتمر حضوراً ومشاركة، ومن ناحية أخرى سيكون لها تمثيل عالي المستوى بحضور وزير شؤون خارجيتها “جان إيف لودريان” وهو ما اعتبرته الصحيفة الخط الثاني للسياسة الفرنسية تجاه المساعي الإيطالية.
وفيما يتعلق بالانسحاب المفاجئ لميركل من المشاركة في المؤتمر، وصفت الصحيفة هذا التصرف بالإشارة السياسية غير المبالية، بعد أن كانت من بين أوائل المعلنين عن مشاركتها وحضورها إلى صقلية.
تفاؤل بمشاركة فعالة من دول الجوار
وأشارت الصحيفة إلى أنه في ظل هذه العقبات التي واجهتها إيطاليا من قبل الحلفاء، فإنها في الوقت نفسه تحظى بدعم جيد من بروكسل، والمتوافق مع خطة الأمم المتحدة حول ليبيا التي اقترحها المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة، فضلاً عن ردود الأفعال الإيجابية التي أبدتها دول شمال أفريقيا وتعاطيها مع الجهود الإيطالية لإنجاح هذا المؤتمر ،والتي تمثلت في مشاركة رؤساء وزراء خارجية أغلب هذه الدول، وعلى رأسها الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، ورئيس الوزراء الجزائري أحمد أويحيي، الى جانب وفد رفيع المستوى من مصر، حيث لم يتم تأكيد مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي حتى زمن نشر هذا التقرير.