قاتل خطير يخطف أرواح آلاف الليبيين سنوياً
تعد ليبيا من أكثر الدول في العالم التي تعاني من حوادث السيارات، حيث تصدرت القائمة الدولية لمعدلات الوفيات الناجمة عن حوادث السير بنسبة وصلت إلى 74.3 وفاة لكل 100 ألف نسمة.
وأشارت الإحصائيات الواردة من الإدارة العامة للمرور بوزارة الداخلية إلى أن العام 2017 شهد حدوث 4644 حادثا في كافة أنحاء ليبيا، وأدت هذه الحوادث إلى وفاة 2059 مواطن ليبي وإصابة 2813، بالإضافة إلى خسائر مادية بقيمة تصل إلى حوالي 202 مليون دينار ليبي.
وقالت مصادر من الإدارة العامة للمرور بوزارة الداخلية إن شهري مايو ويونيو 2019 شهدا وفاة 166 شخصا وإصابة 1396 آخرين بحوادث سير في كافة أنحاء ليبيا، وقدرت الوزارة الأضرار المادية لهذه الحوادث بحوالي مليوني دينار ليبي.
ومنذ العام 2011 وليبيا تشهد ارتفاعا كبيرا في عدد حوادث السير، نظرا لعدم التقييد بقوانين السير، وألقت وزارة الداخلية مسؤولية هذه الحوادث على السائقين، وقالت إن السائقين كانوا السبب بحدوث 85% من الحوادث لعدم تقيدهم بقوانين السير، وعدم الالتزام بتعليمات الأمان والسلامة.
وتعد مسألة حوادث السير وارتفاع عدد ضحاياها من الأمور التي تسبب أرقا للمواطن الليبي، حيث أكد عدد من الليبيين أن حوادث السير تزهق أرواحا أكثر من الأرواح التي تزهقها الحرب الدائرة في البلاد.
أسباب حوادث السير في ليبيا
تعددت الأسباب التي ساهمت في ازدياد حوادث السير في ليبيا، حيث ألقى بعض السائقين باللوم على الحكومة، وقالوا إن الطرق في ليبيا لم تعد صالحة للسير، وإن البنية التحتية لهذه الطرقات ضعيفة للغاية، كما أنها مليئة بالحفر التي تسبب الحوادث.
كما أن القيادة دون رخصة من أبرز أسباب حوادث السير في ليبيا، ففي ليبيا يقود العديد من الأشخاص سياراتهم دون امتلاك رخصة قيادة ودون إجراء أي دورة تدريبية، كما أن المراهقين دون سن ال18 يقودون السيارات دون حسيب أو رقيب ويتسببون بعدد كبير من حوادث السير سنويا.
وتعد السيارات القديمة والمتهالكة والتي يتم استيرادها سنويا أحد أهم أسباب حوادث السيارات في ليبيا، حيث يوجد في ليبيا أكثر من نصف مليون سيارة قديمة ولا قطع تبديل لها، وتتسبب الأعطال المفاجئة التي تحدث في هذه السيارات بوقوع عدد كبير من الحوادث المأساوية.
وتسببت السرعة الزائدة بوقوع عدد كبير من حوادث السير، حيث يقود العديد من السائقين سيارتهم بسرعة كبيرة دون أن يتأكدوا من جاهزية السيارة للقيادة بتلك السرعة، ودون أن يتأكدوا من صلاحية الطرقات للقيادة بسرعة كبيرة.
ومن أسباب حوادث السير في ليبيا مخالفة السائق لقواعد المرور، كالسير بالاتجاه المعاكس، عدم تفقد السيارة بشكل كافي، القيادة تحت تأثير المخدرات والكحول، ويساهم في زيادة هذا الأمر عجز قسم المرور في وزارة الداخلية عن وضع حد لها بسبب ضعف الإمكانيات، حيث تعجز وزارة الداخلية عن القيام بحملات أمنية لضبط المخالفين ووضع حد لهم.
وطالبت وزارة الداخلية الأهل بعدم تسليم السيارات لأبنائهم في حال لم يكن لديهم رخصة قيادة، وفي حال كانوا تحت سن ال18.
كما يعد الإرهاق من الأسباب التي تؤدي إلى حصول حوادث السير، فليبيا بلد كبير للغاية، والمسافات بين المدن كبيرة، وتتطلب من السائق أن يقود بتركيز، كما يجب عليه أن يوقف السيارة في الاستراحات لأخذ قسط من الراحة، لأن الإرهاق من العوامل الأساسية التي تؤدي إلى حدوث الحوادث.
وتعاني الطرق في ليبيا من غياب اللوحات الإرشادية والتحذيرية والتي تنبّه السائقين لوجود منعطف أو رمال متحركة أو مطبات، وتسبب غياب هذه اللوحات بوقوع عدد كبير من الحوادث، وبررت وزارة الداخلية غياب هذه اللوحات بضعف الإمكانيات، وعدم قدرتها على تركيب لوحات في كافة أنحاء ليبيا.
ومن خلال ما سبق نرى تعدد الأسباب التي أدت إلى ازدياد عدد حوادث السيارات في ليبيا، وسيظل هذا العدد في ازدياد في حال لم يتم إيجاد حلول جذرية لهذه المشكلة، حيث أشارت بعض التقارير إلى أن عدد الوفيات سيرتفع إلى 25 شخص يوميا خلال السنوات القادمة في حال بقي الحال على ما هو عليه.
لذلك يجب أن يكون هناك تعاون بين وزارة الداخلية والسائقين من أجل وضع حد لحوادث المرور التي تودي بحياة عدد كبير من الليبيين.