في ليبيا.. ممنوع انتقاد “الميليشيات”.. والجلاد يتجوّل
وجّهت منظمة “هيومن رايتس ووتش” الأميركية، الخميس، انتقادات شديدة لحكومة الوفاق الوطني، وقالت إن مجموعات مسلحة تتبع لها قامت بالاعتداء واحتجاز عدد من الناشطين في مجال حقوق الإنسان والمدونين، وهرب بعضهم إلى تونس بعد تهديد حياتهم.
وقالت المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في “هيومن رايتس ووتش” سارة ليا ويتسن، في تصريح “ثمة ميليشيات ومجموعات مسلحة أخرى، تعمل بعقلية (إما معنا أو ضدنا)، تلاحق الناشطين والمدونين والإعلاميين ودفعت العديد منهم إلى مغادرة البلاد وأسكتت الآخرين”.
وأضافت “يستخدم أمراء الحرب والميليشيات .. (عملاء لهم) لإسكات المنتقدين، عبر التهديد والعنف، لتوسيع سلطتهم على حساب الاستقرار السياسي”، مطالبة حكومة الوفاق بمحاسبة المجموعات المسلحة، وتحديدا التابعة لها، في حال هددت أو ضايقت أو اعتدت على ناشطين.
وذكر بيان نشرته المنظمة على موقعها الإلكتروني، أن المجموعات المسلحة المرتبطة بدرجات مختلفة بإحدى الحكومات الثلاث المتنازِعة تكثر في غرب ليبيا وتقيم نقاط تفتيش وتنظم بعض الأمور في المدن، ولكنها بنفس الوقت متورطة في أعمال إجرامية مثل التهريب والابتزاز والبلطجة.
وأوردت المنظمة مقابلات مع أشخاص مدافعين عن حقوق الإنسان، ومدونين، وإعلاميين، في طرابلس والزاوية، حيث ذكر أغلب من كانوا في العاصمة أن المجموعات المسلحة في غرب ليبيا أصبحت أكثر عنفا تجاههم وتجاه الإعلاميين بعد أحداث “فجر ليبيا” في العام 2014.
وفي الزاوية، أكدت 3 ناشطات في قضايا المرأة، أنه منذ العام 2014 أصبحت الناشطات مستهدفات، وأضافت إحداهن، رفضت ذكر اسمها خوفا من استهدافها، أن المجموعات المسلحة أوضحت أن أي إثارة لقضايا حقوق المرأة تتخطى الخطوط الحمر، وقالت إن الميليشيات استدعتها عدة مرات للتحقيق معها بخصوص نشاطها.
وأشارت إلى أن سرية “السلعة” في الزاوية، هددتها وناشطة أخرى طالَبَت بإعادة فتح طريق المصفاة كي يتمكن الناس من التنقل بسهولة. وذكرت “جاء أحد عناصر السلعة لرؤيتي بعد عودتي من العمل وهددني بالقتل إذا ما قمت بحملة حول هذه القضية مرة أخرى.
وفي إحدى المرات تبعتنا، أنا وناشطة أخرى تشارك في هذه القضية، سيارة وخرج منها رجل وأطلق النار بالهواء ليخيفنا. قال لصديقتي، في المرة القادمة ستكون هناك رصاصة لك ورصاصة لها، وهناك تهديدات على هواتفنا وفيسبوك كي نزيل منشورات تنتقد الميليشيات”.
كما قالت ناشطة أخرى من الزاوية إن الناشطات في مجال حقوق المرأة، عرضة لضغط ديني كبير، لا سيما حين نتطرق إلى مواضيع العنف الأسري. اتُهِمت بأنني مرتدة وملحدة وعلمانية لأنني أتطرق إلى مواضيع حقوق المرأة. إن حاولت معالجة مواضيع حساسة كهذه، ستُتَّهم بالإلحاد و”يُحلَّل” دمك.
قالت: “حاولنا تنظيم مظاهرة تدعو ليبيا إلى تطبيق الاتفاقية بعد تعرُض شابة للاغتصاب داخل مستشفى في 2013، لكن المجموعات الدينية نظمت مظاهرة مضادة وأسكتتنا. ما إن تتكلم عن الدين، لن يقف أحد إلى جانبك، بل سيكون الجميع ضدك”.
ومن سرت قال عزالدين الهوني، صحفي سابق وناشط، إنه قد يواجه نتائج وخيمة في حال تخطى بعض “الخطوط الحمراء” في عمله عندما يتعلق الأمر بقوات “البنيان المرصوص”، وأضاف أنه لا يمكننا التحدث عن انتهاكات حقوق الإنسان التي يرتكبها البنيان المرصوص.
لا يمكننا انتقادهم أو ممارسة عملنا كمراسلين بشفافية تامة.. أخشى أن يضربوني في حال تكلمت بشفافية حول ما يجري هناك. اخْتُطِف رئيس بلدية سرت لأسابيع ولم يجرؤ أحد على اتخاذ أي إجراء. لا يوجد أي نشاط حقوقي في سرت حاليا، ولا أحد يجري أبحاثا حول انتهاكات هذه العناصر.