في ظل الحرب والجائحة.. مسلمو العالم يستقبلون عيد الفطر المبارك “صور”
احتفل المسلمون في أنحاء العالم بعيد الفطر، خلف الكمامات وصلّوا، فيما خيّمت فوق الرؤوس سُحب الصراعات وجائحة كوفيد-19، التي قيدت الاحتفالات الجماعية والتجمعات العائلية.
وطبّقت كثير من البلدان التي تعصف بها الجائحة، من بينها باكستان والهند وماليزيا وإندونيسيا، قيود العزل فأغلقت المتاجر بل وبعض المساجد، إلا أن أعداد المصلين فاقت نظيرتها في العام الماضي عندما تسببت الجائحة في وقف كل الفعاليات تقريبا.
وعند مسجد ديان المهري في ديبوك، وهي مدينة تقع جنوبي العاصمة الإندونيسية جاكرتا، وأفادت تري هارياتي نينجسي (53 عاما) “نحن محظوظون للغاية لأننا نستطيع الصلاة معا هذا العام بينما لم نتمكن من ذلك في العام الماضي”.
وأضافت “رغم استمرار الجائحة، سُمح لنا بالصلاة جماعة هذا العام مع فرض بروتوكولات صحية. نأمل أن يختفي فيروس كورونا بسرعة وأن نصلي جماعة على الدوام”.
وفي الأحوال العادية، يسافر الملايين إلى مسقط رأسهم للاحتفال بالعيد مع أسرهم، وتكتظ الأسواق والمتاجر والمساجد بالناس الذين يتبادلون الحلوى والتهاني.
وفي ديبوك، وضع المصلون الكمامات على وجوههم وعقموا أيديهم قبل دخول المسجد.
وعلى المدخل، كان ملصق يحدد مسافة التباعد بمقدار ست خطوات، بحسب توصية منظمة الصحة العالمية لمنع انتشار كوفيد-19، تَذكِرة صارمة بالخطر.
استقبل كثير من المسلمين العيد تحت سماء ملبدة بأشباح الصراعات من الماضي والحاضر.
ففي غزة تحولت بهجة العيد إلى حداد بالنسبة للبعض بعد ليلة عنيفة من الغارات الجوية الإسرائيلية في أعنف اشتباكات منذ سنين. وقال مسعفون إن إجمالي الوفيات في القطاع بلغ 83 هذا الأسبوع.
وأوضحت بسمة الفرا البالغة من العمر 20 عاما في مخيم خان يونس للاجئين “كل سنة بنلبس وبنروح مناسباتنا السنة هاي مش راح نروح على حدا”.
وتبادلت حركة “حماس” والجيش الإسرائيلي، إطلاق الصواريخ بأعداد مذهلة عبر حدود القطاع، بعد أن تحولت التوترات الأخيرة المتعلقة بملكية أراض في القدس إلى صراع.
وفي أفغانستان، أفاد مسؤولون محليون إن 11 على الأقل قتلوا وأصيب 13 في أربع انفجارات منفصلة اليوم الخميس بعد ساعات فقط من بدء وقف لإطلاق النار لمدة ثلاثة أيام في البلاد بمناسبة عيد الفطر.
وفي مدينة الموصل العراقية التي لحق بها دمار شديد في الحرب الطويلة بين القوات العراقية وتنظيم الدولة الإسلامية التي انتهت في 2017، احتشد المصلون في مسجد المصفي التاريخي الذي يعود إلى عصر الدولة الأموية في القرن السابع. ولا يزال المسجد إلى حد كبير في حالة خراب بعد القتال العنيف.
أقيمت صلاة العيد هناك للمرة الأولى منذ أن تحولت أجزاء منه إلى ركام. أُقيمت الصلاة بدعوة مجموعة من المتطوعين كوسيلة تساعد في توصيل أصواتهم المطالبة لإعادة بناء المدينة القديمة.
وأوضح أيوب ذنون، أحد المتطوعين، “نحن سعداء بالعيد والاحتفالات الأخرى، لكن هناك أيضا حسرة بسبب الدمار الكبير في الموصل حتى يومنا هذا”.
وأضاف “هذه دعوة لإعادة بناء هذا الصرح وتعويض سكان الموصل بإعادة بناء منازلهم في الموصل القديمة”.