في رثاء المناضل الوطني عبدالحميد البشتي
وصف الكاتب عبدالعظيم البشتي رحيل المناضل الوطني عبدالحميد البشتي، بأنه كان كاتباً وطنياً تعرف على كُتَّاب ليبيا والعالم العربي مبكراً وهو شخصية معرفية في مسيرته ومناضلاً وطنياً حقيقياً كان مع العدالة الاجتماعية والحرية وأن ينعم وطنه بالخير والازدهار وماتميز به تواضعه وقدرته على إشعال الحس الوطني لدى الشباب وخاصة نحن أقاربه والمحيطون به، فكان همه الأول ليبيا .
وأضاف عبدالعظيم لبرنامج البلاد على قناة 218 نيوز، عن سيرة الراحل عبدالحميد البشتي:
سافر إلى إيطاليا سنة 1966 بعد أن نجح بامتياز في الثانوية العامة في الزاوية واُبتعث إلى إيطاليا لمواصلة دراسته وهو من الشخصيات التي ينطبق عليها وصف المثقف العضوي وكان دمثاً مجاملاً يحترم أصدقاءه كثيراً ولايترفع على أحد.
– وعن تجربة السجن التي عاشها عبدالحميد البشتي قال عبدالعظيم :
تلك التجربة أبرزت الكثير من قدراته ومنها رفع معنويات رفاقه الذين كنتُ من بينهم ولم يك يلعب دور الأستاذ بل يحاورك بتواضع جم .. كان محبوباً من طرف جميع الذين احتك بهم من داخل السجن وخارجه.
ويضيف عبدالعظيم : كان عبدالحميد البشتي مناضلاً تقدمياً ومن مدخل الفارق الطبقي في الستينات كان تبنيه للفكر الاشتراكي، فكانت له محاولات بشكل سلمي في نشر الثقافة الاشتراكية وسفره إلى إيطاليا عمق لديه الوعي .. كون من تجربة السفر نضجاً كبيراً في فكره السياسي وجعل منه شخصاً موسوعياً وكان يشع على من حوله فأخذ الكثيرون من فكره.. أعتبرُ الراحل جزءاً من تاريخي الشخصي ووعيي وثقافتي التي أدين بها له.. كان عبدالحميد البشتي يتطلع دائماً إلى الأفضل ولم يك من المتشائمين، فحتى الـ 15 سنة التي قضاها في السجن كان يردد دائماً غداً سنخرج غداً سنخرج غداً سنخرج .
أما عن قرابة الراحل بالمناضل الغرابلي الذي توفي في السجن فوصفها عبدالعظيم بالخسارة التي تضاعفت بعد فقد رفيقه ورفيقنا عبدالعزيز الغرابلي الذي كان من الرموز الليبية الكبيرة .. ومع هذا فليبيا حبلى بالمناضلين الوطنيين الشرفاء فقد فقدنا أيضاً السنوسي حبيب ومحمد الفقيه صالح وإدريس المسماري وهم إخوة لم تنجبهم أمهاتنا ولم يطمعوا في شيء إلا في وطن كريم.