في ذكرى استقلال ليبيا: لا بديل عن الوحدة الوطنية
اليوم 24 من ديسمبر، ليس يومًا عاديًا على تاريخ ليبيا، بل مفصليا لكل الأمة الليبية، لكونه اليوم الذي أُعلن فيه استقلال ليبيا، قبل ثمانية وستون عامًا.
وفي وقت سابق، يوم أمس، قررت حكومتا المؤقتة والوفاق، تعطيل المؤسسات والهيئات العامة، اليوم الثلاثاء بمناسبة عيد الاستقلال، في توافق نادر الحدوث بين الحكومتين.
أما عن الشارع الليبي، ومواقع التواصل الاجتماعي، فقد عبّر عن فرحته بهذا اليوم، وآخرين رأوا فيه مجرد يوم عابر وسينسى معه الشعب الليبي، نضال الآباء المؤسسين، وما قدّموه لأجل وحدة التراب الليبي.
في الركن الآخر، من المشهد الكبير لذكرى عيد الاستقلال، عبّر بعض المدونين والنشطاء، عن غضبهم من الأحداث التي تشهدها البلاد مؤخراً، ومن التدخلات الخارجية في الشأن الداخلي، مطالبين بدولة قوية قادرة على حماية ثرواتها وأرضها من أي اعتداء خارجي.
ولأن المحافظة على الاستقلال، تحتاج للجهود الحقيقية والعمل الدؤوب لأجل المستقبل، كان ولا بدّ أن تكون ليبيا قوية، بمؤسساتها السيادية المستقلة وبالمؤسسة العسكرية والشرطية والأمنية، لا أن تكون رهينة عند المجموعات المسلحة، التي نشرت الفوضى في عموم البلاد، منذ أن حكمت بقوة “الأربعطاش ونصّ” والابتزاز السياسي والمالي، لأجل تقوية أذرعها في كل المناطق والمدن.
لم يُحسب لأي دول في العالم، أن يحكمها قادة المجموعات المسلحة، أو حكومات لا تقوى على إدارة البلاد، فالتاريخ أفضل شاهد على عصور مضت، وإمبراطوريات انتهت بسبب الصراع الداخلي، وغياب الحكمة التي ترتكز على قواعد حقيقية، ثابتة وقادرة على مواجهة أي حراك يُهدّد الوحدة الوطنية.
ليبيا اليوم، وفقا لما تقوله الأوضاع الحالية، أمام مفترق طرق، إما أن تكون دولة لها جيشا ومؤسسات رسمية، تخضع لسلطة الدولة، إما أن تبقى على حالها، قادة مجموعات مسلحة، يحكمون بالنار والحديد.