في الذكرى 90 لاستشهاد عمر المختار.. دعوات للوحدة ونبذ الخلاف
يصادف اليوم مرور 90 عامًا على إعدام شيخ الجهاد الليبي، عمر المختار، علي يد الاحتلال الإيطالي في بلدة سلوق.
ففي 16 من سبتمبر من العام 1931؛ تدلى عمر المختار من حبل المشنقة ليسقط جثةً هامدةً، مقدمًا روحه في سبيل وطنه، الذي حارب من أجل أن ينال استقلاله على مدى 20 عامًا متواصلة، دون كلل أو ملل، موقنًا بالنصر حتى ولو بعد حين.
وتقول المصادر التاريخية، إن وحدة استطلاع إيطالية رصدت تحركات مجموعة من المقاتلين الليبيين في طريقها لمدينة البيضاء، في 11 سبتمبر من عام 1931؛ مما دفع قادة الاحتلال إلى تجهيز قوة لحصار هذه المجموعة، وهو ما حدث بالفعل، فكانت المفاجئة الكبرى أن عمر المختار موجودٌ ضمن صفوفها لتتم عملية القبض على المختار، وينقل عبر طراد بحري إلى سجن بمدينة بنغازي مكبلاً بالسلاسل؛ خوفًا من ردة فعل المجاهدين في حالة نقله برًا.
وفي 15 سبتمبر؛ قدم الشيخ، البالغ من العمر 73 عامًا، لمحكمة إيطالية صورية ليتم الحكم عليه في مداولة لم تستمر أكثر من يوم بالإعدام شنقًا، وينفذ في اليوم التالي وسط حشود من محبيه، وكأن الإيطاليين أرادوا التشفي منه وإذلال الليبيين ليتحوّل إعدامه إلى ذكرى خالدة في عقول الليبيين، يتوارثونها عبر أجيال متعاقبة.
ويحيي الليبيون هذه الذكرى هذا العام، في ظل دعواتٍ لنبذ الفرقة والخلاف بينهم، بعد ما شهدته البلاد من انقسام سياسي، كاد أن يوصلها إلى هاوية التقسيم، خاصةً بعد أن تُوّجت الجهود بالاتفاق السياسي الذي أقر إجراء انتخابات يأمل الجميع أن تخرج البلاد من حالة التشظي التي تعيشها منذ عقد من الزمن.