فوضى طرابلس.. وغايات النواب والدولة
صالح قلمة
المليشيات تتقلب ولم تتغير والساسة هم أيضاً يتقلبون ولم يتغيروا وممارسة هواية التقلب تتغلب على رغبة التغيير في ليبيا.
اللهم احفظ ليبيا واحفظ عاصمتها طرابلس وأهلها من كل مكروه، ومن كيد كل من يجري وراء المال والكراسي، وبكل أسف أقول: أرى أنه بعد اندلاع بعض الاشتباكات والمناوشات حول طرابلس وضبابية المشهد هذه الأيام أنّ هناك بعض المحاولات تجرى في الكواليس لتغيير المجلس الرئاسي من بعض الساسة في مجلس النواب ومجلس الدولة وآخرين، بحجة أنه هو السبب، وأن في التغيير حل على الرغم من أن هذا المجلس الرئاسي وليد مقترحات هذين الجسمين، وأغلب تشكيلته أتت بتزكية من أعضاء هذين الجسمين، ومسؤولية ما يحدث الآن في العاصمة وضواحيها يجب أن يتحملها بشكل كامل وبالدرجة الأولى هذين الجسمين اللذين رفضا كل المبادرات والحلول التي قُدمت لهما من الليبيين ومن السيد سلامة منذ وصوله لليبيا، وذلك من أجل الوصول إلى حلول من أجل تشكيل حكومة وحدة وطنية؛ لضمان وحدة ليبيا ووحدة مؤسساتها المدنية والعسكرية، ومنها الانتقال إلى مرحلة جديدة، ولكن اجهض هذان الجسمان كل تلك المبادرات ومن بعدها وفي الآونة الأخيرة اختلطت الأوراق، وبدأ يظهر على السطح لاعبون دوليون قدامى جدد، يتنازعون علناً فيما بينهم حول الملف الليبي، وللأسف مرة أخرى أقولها إن هناك من يدعم هؤلاء اللاعبين وأيضاً أصحاب هذه الفكرة الجديدة والشبيهة بالاصطياد في الماء العكر والتي يحاول أن يتبناها البعض خارج قبة المجلسين، وهناك بعض وسائل الإعلام أخذت الآن تُروِّج لهذه الفكرة وبعد أيام سنراها تُروج لأشخاص بعينهم هم من وراء هذه الفكرة التي يتبناها بعض أعضاء هذين المجلسين النواب والدولة، وفي هذا التوقيت الصعب وذلك لغرض الحصول على فرص -حسب وجهة نظري- لهم ولأشخاص آخرين جدد، وتتم عملية تقاسم السلطة والمناصب من جديد في التشكيل الرئاسي والحكومي الجديد بعد الإطاحة بالمجلس الرئاسي الحالي، وحسب وجهة نظري إنها محاولة لتكرار نفس المشهد، ومن هنا أقول أنا لستُ ضد التغيير ولستُ ضد فكرة أحد شخصيا، ولست ضد فكرة تغيير المجلس الرئاسى إن كان بالفعل هو وحده السبب في كل ما يحصل في ليبيا الآن، ولكني ضد العبث والتقلب الذي يحصل من البعض ويجب على الشعب أن ينتبه وأن يستمر في إيجاد حلول بعيدا عن هذه الأجسام الحالية وعليه عدم التعويل عليهم وعلى عرّابيهم في الخروج من الأزمة، وهناك من يعجبه هذا الكلام وهناك من لا يعجبه وأحترمُ رأي الجميع، ولكنّ القارئ الجيد للمشهد الليبي بعقله وليس بعاطفته من المؤكد أنه يعرف الكثيرَ عن ما يحدث.
ووفق الله كل الخيرين الذين يحاولون التهدئة.
وحفظ الله ليبيا وشعبها.
المصدر: صفحة الكاتب على موقع فيسبوك