“فورين بوليسي”: ليبيا الغنية قد تصبح سوريا جديدة
نشرت صحيفة “فورين بوليسي” تقريراً مطوّلاً حول اشتعال الحرب التركية الروسية في ليبيا، تحت عنوان “الدولة الأفريقية الغنية بالنفط في خطر أن تصبح سوريا القادمة”.
وفي تحليل تكرّر بصورة ملحوظة، لفت التقرير إلى أن المُعطيات الأخيرة في ليبيا تؤكد أنها باتت معرضة لخطر أن تصبح موقعًا لحرب بالوكالة طويلة الأمد، مثلما حدث في سوريا، عقب اصطفاف علني لقوى إقليمية وراء طرفي الصراع الليبي، لكن نطاق تداعياتها سيكون أوسع من تلك السورية.
واستشهدت الصحيفة بالحرب الباردة التي اندلعت بين تركيا وفرنسا إثر “تحرّش” البحرية التركية بسفينة حربية فرنسية شرق البحر الأبيض المتوسط أثناء محاولتها تفتيش سفينة شحن يشتبه في أنها تحمل أسلحة إلى ليبيا في انتهاك لحظر الأمم المتحدة.
وفي مِحور آخر للحرب بالوكالة في ليبيا، قالت آنا بورشفسكايا، الزميلة البارزة في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، إن روسيا، تتطلع إلى زيادة وجودها العسكري في ليبيا. فيما أشارت الصحيفة إلى أنه يمكن للوجود الروسي المتزايد في ليبيا أن يمنح موسكو مفاتيحاً للسيطرة على تدفقات اللاجئين إلى أوروبا، والتي يمكن استخدامها لزيادة زعزعة الاستقرار في الاتحاد الأوروبي.
تصريحات بورشفسكايا تُذكّر بالصور التي عرضتها القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا “أفريكوم” قبل يومين لطائرات روسية نشِطة في المجال الجوي الليبي، مؤكدة أن عمليات نقل الطائرات الروسية إلى ليبيا زادت بشكل ملحوظ منذ أواخر شهر مايو الماضي.
وحول تسارع وتيرة التدخلات الخارجية في الملف الليبي، قال الباحث في أكاديمية روبرت بوش، غالب دالاي، إنه بالنظر إلى المخاطر والعدد الكبير من الجهات الفاعلة المعنية، فإن ما سيأتي بعد ذلك سيبدو أشبه بإدارة الصراع أكثر من حله.