“فورين بوليسي”: خلطة سامّة تُوجّه سياسة تركيا في ليبيا
ترجمة
جاء في تقرير لمجلة “فورين بوليسي” الأميركية أنه من الواضح ما الذي تسعى إليه تركيا في علاقتها بقادة طرابلس، ولكن من غير الواضح تماما سبب قيام أردوغان – الذي يعاني من مشاكل اقتصادية والتحديات المصاحبة لوباء كورونا – بمغامرة عسكرية على بعد نحو 2000 كيلومتر من أنقرة.
وتساءل التقرير عن الفائدة التي يمكن أن تجنيها أنقرة، قائلا إنه بصرف النظر عن عقود إعادة البناء المربحة المحتملة للشركات التركية فإن مزيجًا من السياسات التركية المحلية والخارجية وثلاثة مصالح جيوسياسية ذات صلة هي ما يقف وراء استعداد تركيا للغوص في الحرب في ليبيا.
وأضاف التقرير إن أردوغان قرر التدخل العسكري المباشر في ليبيا البعيدة دون سياسة خارجية واضحة بل بداعي الانتقام، وأن قواته فيها ستكون منهَكة ومكشوفة ودون إستراتيجية واضحة ومحددة.
ووفقا للمجلة الأمريكية، فإن مغامرة أردوغان في ليبيا ”ليست منطقية“، ومن الصعب تصورها في إطار الإستراتيجية الخارجية والأمنية لتركيا، واصفة إياها بـ”محاولة من أجل الانتقام وإثبات القوة” دون هدف أو إستراتيجية واضحة حتى الآن.
ورأت المجلة أن أردوغان يَحيد كثيرا عن السياسة الأمنية الوطنية بإرسال قوات عسكرية على بعد آلاف الكيلومترات عن تركيا في الوقت الذي ينشغل فيه بمواجهة الأكراد في العراق وشمال سوريا، معتبرة أن الهواجس الأمنية لأنقرة تجاه الأكراد ”منطقية“.
وأشارت المجلة إلى أن مذكرة التفاهم الموقعة بين أنقرة والوفاق لها أهداف توسعية وليس لها أساس في الواقع أو القانون الدولي – مثل رسم خطوط تعسفية على خريطة تقسّم البحر المتوسط. وأن تحركات أنقرة في ليبيا هي في الواقع أفعال مضادة للعلاقات المزدهرة بين اليونان ومصر وقبرص وإسرائيل وأعمال في شرق البحر المتوسط كون أردوغان يرى في ليبيا موقعا يمكن لتركيا أن تتحدى عبره خصومها الإقليميين.
ويقول التقرير إنه دون إستراتيجية واضحة في ليبيا، سيجد الأتراك أنفسهم مكشوفين ومنهكين، ومن غير الواضح حتى الآن لماذا يعتقد أردوغان أنه قادر على ترويض ليبيا، بالإضافة إلى أن مصر لن تقبل بالوجود التركي العسكري قرب حدودها.
وقالت الصحيفة ”إن هذه الخلطة السامة والمربكة هي التي باتت توجه السياسة التركية الأكثر عدوانية في المنطقة، خاصة في البحر المتوسط وليبيا، وهي تعكس حقيقة تفكير قيادات تركيا السياسية والعسكرية وحنين الأتراك للقوة والنفوذ”.