“فورين بوليسي”: استقالة “كوبيتش” صفعة لجهود المجتمع الدولي في ليبيا
سلّط موقع “فورين بوليسي” في تحليل نشره الضوء على استقالة مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى ليبيا، يان كوبيتش، من منصبه، تاركاً فراغاً دبلوماسياً، قبل أسابيع فقط من الانتخابات الرئاسية والبرلمانية.
وذكر الموقع أن استقالة “كوبيتش” هي بمثابة صفعة لجهود المجتمع الدولي لتحقيق الاستقرار في ليبيا، وتسهيل الانتخابات، في محاولة لإنهاء عقد من الفوضى والعنف.
وسبق أن استقال غسان سلامة في مارس 2020، وهو أحد المخضرمين في حل المشكلات في الأمم المتحدة، من منصبه في ليبيا، مشيراً إلى الإحباط من الدور الذي لعبته الدول الأعضاء الرئيسية، بما في ذلك تركيا وروسيا، في تأجيج الصراع.
ومن غير الواضح حتى الآن لماذا قرر “كوبيتش”، الذي يعمل من جنيف، الاستقالة، كما أنه من غير الواضح من الذي سيأتي بعده، حيث قال المتحدث الرئيس باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، إن “كوبيتش” قدّم استقالته وأن الأمين العام للأمم المتحدة “قبلها مع الأسف”.
وأضاف أن الأمين العام للأمم المتحدة يعمل على إيجاد بديل.
وقال “دوجاريك” إن “كوبيتش” سيبقى في منصبه في الوقت الحالي إلى حين إيجاد بديل، وأنه يعتزم إطلاع مجلس الأمن يوم الأربعاء على التطورات في ليبيا. لكنه لم يقل ما إذا كان “كوبيتش” سيبقى في منصبه خلال الانتخابات أو سيتم العثور على بديل قبل ذلك.
وبحسب الموقع، قال أحد الدبلوماسيين البارزين إن “كوبيتش” اختلف مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس بشأن نهج الأمم المتحدة في الانتخابات. حيث أيد ” كوبيتش” علانية القانون الانتخابي الذي اعتمده مجلس النواب الليبي، دون الحصول على موافقة المعارضة الليبية، وهي خطوة يعتقد البعض أنها قيّدت مرونة الأمم المتحدة إلى حد كبير.
ويقول الخبراء إنهم يتوقعون أن يكون اختيار الأمم المتحدة لمبعوثها القادم أكثر حرصاً بعد استقالة “كوبيتش” المفاجئة، وأن المنظمة الدولية قد تكون بصدد إجراء بعض التعديلات على سياستها في ليبيا، مع احتمال أن يحلّ ريزيدون زينينجا، الدبلوماسي الزيمبابوي، الذي يشغل منصباً رفيعاً في بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، محلّ “كوبيتش” بصفته بالنيابة، في حين تشير بعض الدلائل إلى أن الدبلوماسي البريطاني المخضرم نيكولاس كاي هو البديل المناسب.
وقال توماس هيل، الخبير في قضايا شمال إفريقيا في المعهد الأمريكي للسلام: ” المجتمع الدولي يراهن بكل ما يملك على هذه الانتخابات، لكن استقالة “كوبيتش” الآن؛ قد تكون مؤشراً على أن الأمور تنهار خلف الكواليس”.
وأضاف “هيل” أن الاستقالة المفاجئة لمبعوث الأمم المتحدة تترك فراغًا في السلطة يقوّض مكانة المجتمع الدولي في ليبيا، وهذا يعني أن مقعد الأمم المتحدة على الطاولة لا يمكنه التحدث بشكل رسمي، في حين أن القوى الأجنبية تمارس النفوذ الأكبر على التطورات في ليبيا.