فوبيا الفنانات في ليبيا
محمد الطيب
رمضان 2019 وخلال سباق الإنتاج التلفزيوني، حظيت العديد من القنوات الليبية بمجموعة من المسلسلات والبرامج الرمضانية الجديدة والمنوعة، جاء دور العالم الافتراضي، ورغم أنه افتراضي إلا أنه فرض على واقعنا الكثير، ليبدأ سباق موازٍ لسباق الدراما الليبية من نقد غير موضوعي ومحاولة لإحباط العديد من الوجوه التلفزيونية الجديدة.
فخلال الربع الأول من هذا الشهر الكريم اشتعلت السوشيال ميديا بصورة لفنانة ليبية شابة اسمها “شهد عبد السلام” حيث تناولت الصفحات الليبية صورها في مسلسل ولاد ناس 4 الذي يعرض على شاشة 218 المنوعة، بتعليقات حول شكل الممثلة وصوتها” حسب ما كتب في العديد من الصفحات الليبية المؤثرة كصفحة وزير الترفيه الليبي على سبيل المثال فقط ، لكن القليل من تحدث عن أدائها خلال محاولتها الأولى في الدراما الليبية وانعدمت الانتقادات حول مضمون الحلقة وضل أغلب مستخدمي السوشيال ميديا في حوار عن الشكل والمكياج فقط.
هنا نطرح ذاك السؤال البسيط “ما الشكلة؟” ما المشكلة في ظهور هذه الممثلة الصاعدة، إن كانت المشكلة اختيار الملابس يمكن البحث حول المتخصص عن الملابس في المسلسل وإدراج اسمه وانتقاده، وإن كانت المشكلة في المكياج وما يتبعه من مستلزمات التجميل يمكن أن يكون النقد حول مشكلة عدم وجود متخصصين في مجال المكياج في فريق المسلسل ومسلسلات أخرى، ولكن هل المشكلة في ظهروها أصلا في المسلسل وفوبيا الفنانات الليبيات فهذه ليست بمشكلة، إنما هي ما تعود أن يسمعه المواطن عن الفنانات فترة النظام السابق وهي قصص نسمع عنها فقط لا تعطي لأحد الحق في جعلها حقيقة، لكنها أصبحت فوبيا، فوبيا ظهور ممثلات ليبيات وأن العنصر النسائي إذا ظهر على الشاشة فهو في تصنيف من اتفق مع هذا اسمه “عيب”.
رغم النقد الجارح والقذف أحيانا كثيرة، إلا أن المرأة الليبية تثبت دائما أنها الأقوى، فكل عام نجدهن سباقات كوجوه جديدة في عالم الفن، وربما كان دعم أسرهن سببا مهما، بمنح الثقة للمرأة الليبية.
عدد التعليقات غير المنصفة في العالم الافتراضي ليست بمعيار، حيث يختبئ وراءها كل من هب ودب وحتى من لا يجرؤ على النطق والنقد في العالم الحقيقي، فهو موجود أيضا بتعليق أو بوجه ضاحك لا يسمن ولا يغني من جوع.