فوبيا الفرح
حمزة جبودة
مُلتزمون بأن لا نحتفل.
مُلتزمون بأن نكتب في تاريخنا، اننا الكل في هذا العالم، وأن البقية، يخدمون قضيتنا، وأنهم لا شيء.
مُلتزمون بأن نُعلّم أطفالنا، أن الغريب عدوا لنا، وأنه لا يرتقي بأن نعرفه، لأنه نكرة في هذا الوجود.. واننا سننتصر عليه، لا محالة. على ماذا لا يُهم؟
مُلتزمون بأن نُحرّض على البشر، وأن لا نتركهم لحياتهم، مُلتزمون بأن نُفخّخ الحياة، ونحرم أطفالهم من رؤية أمهاتهم وابائهم.. مُلتزمون بأن نجعل الغريب، يكرهنا.. لنقُول بعدها انها حربٌ لأجل غزونا، ولكن لا نسأل وقت السؤال: ماذا لدينا لكي يغزونا الغريب؟
مُلتزمون بالتكفير، وبإقصاء كل من يبتسم في وجه الغريب.. مُلتزمون بركوب التيوتا اليابانية، التصويب بأسلحة روسية، والتكبير بأدوات أمريكية، أما اللباس فالصين الشيوعية الكافرة كفيلة بهِ.
مُلتزمون بأن ننتظر كل رأس سنة، لنقتل من الكفار ما شئنا، لا لشيء، فقط لأنهم يحتفلوا بالحياة.
مُلتزمون بأن نكره الغريب، وأن لا نحتفل.. لا لشيء فقط لأننا، لم نفهم.. من نحن وماذا نُريد.. غزو العالم أم عقولنا؟