فعلها مايكل بيتس فصدم البريطانيين.. هل يفعلها نائب ليبي؟
218TV|خاص
المُشاهِد لمقطع فيديو يُدْرِجه موقع قناة (218) ضمن هذا التقرير سيشعر بالحيرة وربما بالغضب بعد يُكمِل مشاهدته، وسيُحاصِره سؤال جدي هل أُكْرِم البريطانيون بنواب يمثلونهم، وابتلي الليبيون بنواب يُمثّلون عليهم، إذ شهد جلسة مجلس اللوردات البريطاني يوم أمس الأربعاء “حدثا غريبا” استنفر القصر الملكي البريطاني، إضافة إلى رئاسة الحكومة البريطانية، والعديد من اللوردات بسبب ما قام به مايكل بيتس الذي لم يُبت بمصيره السياسي حتى لحظة كتابة هذا التقرير.
في مقطع الفيديو يظهر مايكل بيتيس وهو يلقي كلمة تغالبه فيها الدموع معلنا في ختام مداخلته أنه وُجِد لخدمة البريطانيين، وأن ما فعله أثناء الجلسة هو فعل يرتقي إلى حد خيانة البريطانيين، والتفريط بحقوقهم، ولامبالاة إزاء الواجب المترتب عليه أمام الشعب البريطاني، قبل أن يُقدّم استقالته وسط ذهول أعضاء الحكومة البريطانية، وتأثر شديد أبداه زملائه في مجلس اللوردات، وهو غرفة تشريعية في البرلمان البريطاني، لكن أعضاءها غير منتخبين، ويتم تعيينهم وفق آلية متداخلة، لكن الحكومة تملك حق تعيين أعضاء في هذه الغرفة لإجابة الآخرين من زملائه على أسئلة تتعلق بالحكومة.
في جلسة أمس تقدم بيتس من رئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي يستأذنها ب”مغادرة اضطرارية”، لكنها طلبت منه البقاء نظرا لوجود توجه لطرح أسئلة مهمة من اللوردات، وهي الأسئلة التي يُكلف بيتيس الإجابة عليها، وما إن غادر بيتيس حتى تقدمت نائبة بسؤال، فجرى طرح السؤال بغياب بيتيس، وجرت المناقشة في غيابه، وما إن دخل حتى فوجئ أن السؤال قد طُرِح، وأن مناقشته انتهت وسط وجوم الحاضرين الذين استاؤوا من غيابه، فما كان منه سوى الاستقالة، قبل أن يُصْدِر القصر الملكي بيانا أشاد فيه ببيتس، قبل أن تعلن ماي نفسها أنها لن تقبل التفريط ببيتس وأنه ما حصل ليس بالأمر العظيم، وأن السؤال البرلماني لم يكن دقيقا أو من النوع الخاص.
ورغم الدموع وصيحات الاستهجان من زملائه، إلا أن بيتس أصر على موقفه، وسط تساؤلات في دول العالم الثالث: ماذا لو كان هذا النائب لدينا، أو في ليبيا تحديدا التي تكبر خيباتها وأزماتها بسبب طبقة من الساسة والنواب لم تلتفت إلى معاناة الليبيين، وأن أكبر هم بعض النواب والساسة هو السفر إلى العواصم المجاورة، والإنفاق الباذخ على أجنحة وشقق فندقية باذخة، فيما عموم الليبيين يتعثرون ب”ثمن الخبزة”، وبالكاد يستطيعون تأمين ثمن “مبكبكة تقشفية”.