فرنسا وإيطاليا بعد باليرمو..من يُهاجِم أولاً؟
218TV|خاص
تترقب أطراف دولية ومحلية منذ اليوم التالي لنهاية المؤتمر الدولي حول ليبيا في مدينة باليرمو الإيطالية الذي عُقِد يومي الـ12 والـ13 من الشهر الجاري “تصعيداً سياسياً”، أو “أمنياً” في ليبيا، الذي قد يُنْسب حصراً إلى طرفين أوروبيين أظهرا معركة “عض أصابع” بشأن ليبيا، فإيطاليا تعتبر أن الاقتراب من الملف الليبي “بلا إذن” يرقى إلى مرتبة “الجريمة السياسية” التي تدفعها للاستنفار للدفاع عن “منطقة نفوذ قديم”، فيما تعتبر فرنسا أن “مدّها الناعم” في القارة الأفريقية –وليبيا ليست استثناءً- هو “طموح سياسي مشروع”، وهو ما يجعل “الصراع المفتوح” بينهما مُكلفاً على ليبيا والليبيين.
توقعت أطراف سياسية دولية وليبية أن تُبادِر فرنسا إلى الهجوم في ليبيا في مسعى لـ”تصفية باليرمو” مبكراً، لكن باريس لا تزال صامتة، ولم تُظهر أي “رد عدواني” تجاه باليرمو أو إيطاليا، وسط تلميحات بأن إدارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إما أنها تعيش “هدوء ما قبل العاصفة”، أو أنها نفّذت “إعادة تموضع داخلية” في ظل ظرف اقتصادي قاسٍ تعيشه فرنسا على وقع قرارات اقتصادية غير شعبية دفعت الفرنسيين إلى النزول للشوارع للاحتجاج، وهو ما جابهته فرنسا بـ”الغاز المُسيّل للدموع” في مشاهد نادرة تُلخّص المأزق السياسي لماكرون الذي لم يُكْمِل عامه الثاني في الإليزيه.
إيطاليا هي الأخرى لايبدو أنها بصدد تطبيق قاعدة “الهجوم خير وسيلة للدفاع” في مرحلة ما بعد باليرمو، فهي لا تعيش داخلياً وضعا سياسيا أو اقتصادياً أفضل، فـ”باليرمو” لم يكن “طوق نجاة” في السياسة لرئيس وزراء إيطاليا جوزيبي كونتي، عدا عن حكومته باتت هشّة سياسيا، إلى جانب “المأزق الاقتصادي” الذي تعيشه إيطاليا منذ سنوات، فيما تلفت صحف إيطالية إلى أن “الدولة العميقة” في إيطاليا لم تكن متحمسة لانعقاد باليرمو لأنها على قناعة بأنه لن يُضيف لإيطاليا شيئا، وأن “طريقة لعب” السياسة الإيطالية في ليبيا “ليست آمنة”، عدا عن “الخوف الإيطالي” من “سعي فرنسي” لـ”اغتيال باليرمو” في أسرع وقت ممكن.
طرف آخر استغل “الهشاشة الدولية” في الملف الليبي، وسبق روما وباريس، هو تنظيم داعش الذي “ضرب وقتل وخطف” في تازربو، في تأكيد لـ”تقارير ومخاوف” دولية قالت مراراً إن داعش ليبيا لم يمت فعليا، وإنه يعمل لإعادة تجميع عناصره، فقد ضرب من قبل في أنحاء عدة من ليبيا، فيما يقول المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة إن داعش يحاول العودة بقوة إلى المشهد الليبي مستغلاً الانقسام السياسي في ليبيا، وعدم وجود حل سياسي وهياكل أمنية وعسكرية موحدة للتصدي لخطره الذي قد ينفجر في أي لحظة.